-A +A
خالد السليمان
K_Alsuliman@

البعض لم يعد يترك أي مساحة لاختلاف الرأي مع الآخرين، فكل من لم يوافق رأيه هو إما مطبل متزلف أو معارض حاقد، وهذا برأيي أحد أشكال قمع حرية التعبير التي يمارسها المتعصبون لآرائهم إما عن تعمد تفرضه أجندة محددة وتدفعه جهات معينة، أو عن غير عمد تفرضه حماسة جاهلة وتدفعه «عجة» طائرة !


أما أرخص التهم في وسائل التواصل الاجتماعي، فهي تهمة الشراء والتشكيك في الذمم والدخول في النوايا، دون امتلاك أي أدلة أو براهين، وهذا برأيي إرهاب فكري يقع ضحيته أصحاب الآراء الحرة الذين يؤثرون السلامة وتؤلمهم الاتهامات التي تطال سمعتهم وتشوه صورتهم، فيتركون الساحة لطلاب الشهرة والعازفين على أوتار «الشعبوية»، ويعطلون بذلك دورهم في إثراء وتنوير المجتمع وخدمة قضاياه !

مثل هذا الإرهاب الفكري لا يجب أن يستسلم له الكاتب الحر، فالرأي أمانة والتعبير مسؤولية، والإنسان المجتهد يخطئ ويصيب في رأيه، ومادام ينطلق من اجتهادات دافعها الإحساس بقضايا وطنه والتجرد من المصالح الخاصة فليس لأحد التشكيك في نواياه، والحق أحق أن يتبع في الاهتمام بقضايا الوطن وهموم المواطن، حتى وإن كانت هذه الآراء لا تحظى بالشعبية، فدور المثقف هو توعية المجتمع وليس مداعبة أحاسيسه !

jehat5@yahoo.com