-A +A
محمد آل سلطان
@dr_maas1010

نعم فلتعد أمريكا لعظمتها وقيمها ومبادئها الحضارية الإنسانية ومهمتها الكبرى في حفظ الأمن والسلم العالميين، نعم فلتعد أمريكا عظيمة تتنتصر للإنسان المسالم المظلوم من النزعة الحيوانية المتوحشة عند الطغاة في هذا العالم، نعم فلتعد مع الحق ونصرة الشعوب المظلومة كما كانت في العدوان الثلاثي على مصر، وكما كانت في أفغانستان في ثمانينات القرن الماضي، وكما كانت في البوسنة والهرسك، وكما كانت في كوسوفو، وكما كانت إبان الغزو على الكويت وفي مواطن كثيرة في أفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية.


وبعد أن بدد سيئ الذكر باراك أوباما هيبة أمريكا في المنطقة والعالم، وزعزع ثقة البشرية جمعاء في كل القيم والأخلاق الإنسانية التي بنيت عليها أنظمة ومبادئ هيئة الأمم المتحدة، وتغاضى عن عمد وخور وخسة عن كل حفلة العربدة المرعبة التي شيدتها روسيا وإيران ونظام بشار المجرم على جثث وجماجم الشعب السوري المظلوم في أكبر مأساة معاصرة في العالم..!! ووقتها كانت السعودية قد أبدت استعدادها وجاهزيتها عبر الدوائر السياسية والاستخباراتية المغلقة للمشاركة بقوات عسكرية سعودية وعربية وصديقة على الأرض، إلا أن خور أوباما جعل الملك الراحل عبدالله يضرب على الطاولة أمام الرئيس الأمريكي في «روضة خريم» مخاطباً إياه بأن لا خطوط حمراء منك!

ها هو الآن دونالد ترمب.. يربح العالم ويبدأ رحلة الانتصار للحق ويبعث برسالة طال انتظارها منذ ست سنوات فيرسل 59 صاروخاً للقوى المتجبرة على شعبها بميليشيات إيران وطائرات روسيا، نعم هي ليست كافية أبداً ولا تعدل نفَس طفل خنقته غازات بشار السامة أو عائلة انتهت آمالها في الحياة تحت أنقاض براميله المتفجرة حقداً طوال ست سنوات من عمر مأساة الشعب السوري، ولكنها تظل إشارة أمريكية ينبغي التقاطها ودعمها من كل القوى الخيرة في المنطقة والعالم بل تحديداً من نظام بشار ربيب إيران والعمة روسيا!

الموقف في سورية ربما يعيد للأذهان الموقف في البوسنة والهرسك وكوسوفو في تسعينات القرن الماضي، وهو أنه لايمكن الحصول على حل سياسي عادل للسوريين دون أن يسمع صوت مطرقة الخيار العسكري على طاولة المفاوضات.. فعندما تحرك الرأي العام الغربي تحت وطأة المجازر البشعة للأبرياء والعزل في البلقان تجاوزت وقتها أمريكا الفيتو الروسي ورغما عنه تحرك حلف الناتو بقيادة أمريكا بقوات على الأرض وفي الجو ضد القوات الصربية لتنتهي بالخيار العسكري أحد أكبر المجازر في نهاية القرن الماضي ويتم الوصول حينها إلى اتفاقيات سياسية أدت في نهاية الأمر إلى استقلال البوسنة والهرسك وكوسوفو..

ما يحدث في سورية هو معركة استقلال كبرى للشعب السوري من هذا النظام الذي لم يطلق رصاصة واحدة إلا وكانت في صدر شعبه وأهله، نعم هي معركة استقلال وتحرير للجامع الأموي الذي وقف ورقص خطيب بشارعلى منبره ممجداً بوتين وروسيا وميليشيات إيران بخطبة عصماء ودبكة عمياء.

إن العالم اليوم يتطلع فعلاً أن يعود دونالد ترمب بأمريكا عظيمة تعيد بارقة الأمل في إنهاء مأساة الشعب السوري وإعادة الثقة للأمن والسلم العالمي ولحلفائها في المنطقة عبر دورها ومهمتها كقوة عظمى المفترض منها أن تنصر الحق وتقف مع الخيرين في العالم.