التحول المثير والغريب الذي شهدته مسيرة الفريق الكروي الأول بنادي الهلال هذا الموسم يجب الوقوف عنده واعتباره حالة خاصة لا بد من دراستها لأخذ العبرة منها، حيث انتقل الزعيم من كونه أفضل فريق في الشرق الأوسط وعلى مستوى قارة آسيا إلى فريق أقل من عادي في الدوري السعودي للمحترفين، وتعرض بطل الدوري الموسم الماضي لنتائج كارثية، إذ خسر من أقرب منافسيه الاتحاد برباعية مذلة، وثلاثية قاسية أمام النصر، ومثلها من الأهلي، وثنائية من القادسية، ناهيك عن مغادرته دوري أبطال آسيا للنخبة وكأس الملك، وهذا دليل على سقوطه فنياً ومعنوياً وذهنياً داخل الملعب، بخلاف الموسم الماضي عندما كان فريقاً لا يُقهر وكسب جميع منافسيه بسهولة.

أسترجع حديث عضو الجمعية العمومية بالهلال عندما سلط الضوء على عدة مشاكل داخلية في نادي الهلال، أبرزها عدم عقد اجتماعات داخلية منذ فترة طويلة، والتي كانت ضرورية لمناقشة أسباب تخبط مستوى الفريق ووضع الحلول المثلى للخروج من الأزمة.

وأنا أضيف إلى ذلك، تخبطات المدرب خيسوس في تشكيلة الفريق والتغييرات، وضعف دكة البدلاء وعدم وجود لاعبين يعوضون غياب الأساسيين، والدليل التأثير الكبير الذي أوجده غياب المهاجم ميتروفيتش، والأهم من ذلك الغياب الواضح لشغف اللاعبين وضعف تركيزهم، وهذا بكل تأكيد لا نتمنى مشاهدته في بطولة كأس العالم للأندية، وننتظر أن نشاهد هلال الموسم الماضي.

ما عرجت عليه في مقدمة المقال؛ هو رسالة مباشرة للاتحاديين، إدارة وجهازاً فنياً ولاعبين، لأخذ العبرة من حالة الهلال لكي لا يقعوا في الفخ الموسم المقبل.

الاتحاد حقق لقب «بطل الموسم» بجمع الدوري والكأس في خزينته، ولم يخسر على أرضه منذ بداية الموسم إلى نهايته، واستطاع التغلب على جميع منافسيه في مجموع المواجهات المباشرة، وهذا أكبر برهان على قوة الاتحاد وأفضليته في هذا الموسم الاستثنائي.

الدوري السعودي مقبل على موسم قوي وصعب كما هي عادته، ولكي يستمر الاتحاد على قوته عليه أن يحافظ على مكتسباته الإدارية والفنية والمعنوية، وأقصد بالمعنوية الأجواء الأسرية والأخوية بين اللاعبين والجهازين الفني والإداري داخل أسوار النادي وغرفة الملابس، وهذه الأجواء تنعكس بشكل قوي وإيجابي داخل الملعب. وما يخص الفنية، فيكمن في تدعيم دكة البدلاء بلاعبين سعوديين مميزين، حيث الفريق لديه مشاركات محلية وقارية طويلة ويحتاج إلى جاهزية جميع اللاعبين. والمحافظة على انسجام اللاعبين الأجانب والمحليين مع الجهاز الفني داخل وخارج الملعب، حيث يمتلك الفريق أفضل اللاعبين على مستوى الدوري السعودي.

وبالنسبة للمكتسبات الإدارية، فهي المحافظة على استمرار رئيس النادي المهندس لؤي مشعبي وإدارته وإكمال ما بدأوه مع الاتحاد.

وأخيراً، لا ننسى اللاعب رقم واحد وهو الجمهور الذي ما زال يثبت للجميع أنه الأفضل بالأرقام، وهو السبب الرئيسي في تفوق اللاعبين وتحقيق البطولات.

.. وللحديث بقية