-A +A
محمد الساعد
لن أدخل في اتهامات لأحد من الطالبات أو جهاز التعليم، فهذا دور الجهات المعنية، وهن في نهاية الأمر ضحايا لقصة لا دور لهن فيها، لكني على يقين أن التنظيم الدولي للإخوان يسعى لاختلاق قضايا خلافية يدفع بها لإشعال الشارع.

فكرة اختراع قصة من العدم ونشرها لتكون صاعق تفجير ليست جديدة في خصومة الإخوان مع الأنظمة العربية.


حصلت في العالم العربي قضيتان مهمتان أدتا إلى تفجر الأوضاع وحوّلتا الغضب الشعبي منهما إلى احتجاجات عارمة.

الأولى: الشاب خالد سعيد، الذي توفي تحت التحقيق في مصر، بسبب متاجرته في المخدرات، واتهموا السلطات بقتله بالرغم من أن التحقيقات نفت ذلك.

الإخوان ممن يدعون الفضيلة، استغلوا الحادثة وأنشأوا صفحة باسمه على الفيس بوك لتحريض المجتمع، ودعموا تياراً وصنعوا يوماً للاحتفال به، ثم حولوه لصاعق لتفجير احتجاجات 25 يناير 2011.

الثانية: في تونس عند قيام الشاب «بو عزيزي» بإحراق عربة خضروات كان يبيع عليها بسبب احتكاكه مع موظفة البلدية، مستخدمين الشاب في انقلابهم على الحكم في تونس.

في السعودية لطالما حاول الإخوان المسلمين الإفساد بين القيادة والشعب، ولم يفلحوا بسبب الالتفاف الشعبي حول وطنه وقيادته، لكن المحاولات لم تتوقف، وقاموا بأكثر من عملية أو حاولوا استغلال أكثر من حادثة لتثوير الشارع.

في شمال المملكة ومع طوفان ما يسمى بالخريف العربي، أشعل شاب النار في نفسه - مستنسخين قصة تونس - ليقوم سلمان العودة بالتغريد محاولاً الاستفادة منها لتعميق أثرها في نفوس الناس وتعاطفهم ثم تثويرهم، وهذه فشلت.

الثانية: شاب أخطأ في كتابة قصيدة، لنكتشف بعد سنوات أن نفس الذين كانوا يحمّلون الدولة المسؤولية ويثورون الشعب ضدها هم شيوخه ومنهم من كان يكتب له خطاباته.

الثالثة: قضية بنات جامعة أبها، حينها قام شيوخ الإرهاب بتصوير الشباب والبنات ودفعهم للانخراط في احتجاجات بسبب نظافة حوش الجامعة - تخيلوا الأمر فقط.

الرابعة: تواصل الهاربين في كندا ولندن مع بنات إحدى الدور، ودفعهن للتخريب والحرق ومن ثم تصوير مداهمة رجال الأمن لخلق عداء وافتراق بين السلطات والشارع السعودي.

الخامسة: وهي لا تزال ملتبسة بالنسبة لي حتى نتحقق منها، قضية عبايات مدرسة القصيم، وهي إحدى أمرين؛ إما أن هناك من رتب الفكرة ودفع المُنظِّمات إليها دون وعي منهن بالأبعاد، أو أن الإخوان كعادتهم استغلوها لاتهام المؤسسات التعليمية في المملكة أنها منخرطة في الحراك الاجتماعي وتغيير الأفكار، وهو أمر على غير وجه الحقيقة أبداً.

إذن عند النظر لتلك الحكايات التي تتحول لقضايا رأي عام، لا بد من الغوص قليلاً تحت السطح، لرؤية الأمر بوضوح أكثر، فلعل هناك من يقف خلف الحكاية يرتب لها ويبني أبعادها ويحرك المنصات والحسابات، يوسع الغضب ويستخدم الإعلام الخارجي أيضاً للانقضاض على الوطن وتفجيره من داخله لتحدث السيولة التي يحلمون بها ثم يقفزون بعدها على الحكم.