-A +A
حمود أبو طالب
إقامة بطولة كأس الخليج العربي في البصرة العراقية العربية لم تمر بسلام وبشكل طبيعي عند النظام الإيراني، هذه البطولة تقام منذ أكثر من أربعة عقود تحت هذا المسمى، لكنها عندما وصلت إلى العراق بعد طول غياب وبعد أن تغلغل فيه نظام الملالي، بلغت بهم الوقاحة إلى الاعتراض رسمياً على مسمى الخليج العربي باستدعاء السفير العراقي في طهران وإبلاغه بذلك، ولكن يُحمد لرئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني تأكيده لوسائل الإعلام بقوله «الخليج عربي.. هذا هو الواقع»، وأن العراق جزء من المنظومة العراقية ومهتم بمواصلة علاقاته مع دول الخليج العربي.

فكرة تنظيم البطولة في العراق خطوة عظيمة ذات رمزية كبيرة، فالعراق الذي سلمته أمريكا لإيران جعل نظام الملالي يعتقد أنه قادر على مصادرة عروبته وهويته الوطنية وقوميته العربية وتأريخه العربي الضارب في أعماق التأريخ. حاولت بضراوة تجييره للهوية الفارسية وبسط سلطتها وفرض إرادتها عليه بالاستقطابات واللعب على ورقة الطائفية والمذهبية، وأشعلت الفتن بين مكوناته، وقد نجحت في ذلك إلى حد كبير، لكنها لم تستوعب أنه يستحيل استمرار هذا الحال، وأنها لن تستطيع بتر العراق من جذوره العربية، وكان احتفاء العراقيين بأشقائهم من دول الخليج العربية تعبيراً عن حقيقة وإرادة الشعب العراقي وهويته العربية الأصيلة.


إيران ما زالت مصرة على استمرار عبثها وهمجيتها في محيطها العربي، وتتوهم أنها قادرة بالفعل على تغيير الديموغرافيا وتشكيل الخارطة الجيوسياسية كما تريد، هذا لن يتحقق ولن يكون حقيقة ثابتة مستمرة حتى في ظل التواطؤ الفاضح معها من قبل أمريكا وحلفائها من الدول الغربية الكبرى. المحاولات الإيرانية المتكررة عبر التأريخ لتحقيق هذا الهدف منيت بالفشل، ومهما طالت معاناة العراق العربي الشقيق من العبث الإيراني، فلا بد أن تنتهي إذا ما استمر العرب في احتضان العراق وتكريس عروبته ومساعدته بكل الوسائل لتجاوز أزمته، ولكن الأهم أن تجتمع إرادة العراقيين على هدف واحد هو: عراق عربي واحد لكل العراقيين.