-A +A
حمود أبو طالب
تختلف مفاهيم السياسات الخارجية للدول وأساليبها وأهدافها وأدواتها، عرفنا دولاً سخرت سياساتها الخارجية لزعزعة الاستقرار في دول أخرى، وتغذية النزاعات وإثارة الفتن وإشعال الحروب الأهلية بين مكونات البلد الواحد بإذكاء جذوة الطائفية والعرقية والمذهبية، أي أنها سياسات ليست مسخرة للعودة بالنفع على دولها وعلى الدول الأخرى، ولا هي ذات مفاهيم إنسانية تخدم السلم وتحقق الازدهار.

كنت أتابع حواراً حديثاً لسمو وزير الخارجية، تحدث فيه عن مبادئ السياسة الخارجية السعودية، وما قاله يؤكد تلك المبادئ منذ إنشاء المملكة، والتي تقوم على العلاقات المتوازنة وتحقيق المصالح المشتركة وعدم التدخل في شؤون الغير والمساهمة الفاعلة في تحقيق السلم والسلام العالمي وعدم الدخول في الاستقطابات الضارة أو المحاور الحادة التي تضر بمصالح الشعوب. لكن ما أضافه سمو الوزير هذه المرة شيء مهم يجب أن يكون واضحاً للعالم، وهو أن توجيهات القيادة تحدد بشكل قاطع أن السياسة الخارجية السعودية يجب أن تكون وسيلة لتحقيق الازدهار الداخلي، وأن هذا الهدف يمثل الأولوية الأهم لهذه السياسة.


هذه هي سياسة الدول الناضجة العاقلة المتزنة التي يهمها فعلاً رخاء وتقدم شعوبها، وما هذا الانفتاح للمملكة على شراكات عالمية ضخمة وحضورها المؤثر في المجتمع الدولي دبلوماسياً إلا لتحقيق أهداف استراتيجية تصب في صالح الداخل السعودي. النموذج السعودي في السياسة الخارجية هو ما يجب أن تتمثله الدول التي تريد الرخاء لشعوبها.