-A +A
أحمد الجميعة
بعد مرور حوالى 7 سنوات على إطلاق رؤية المملكة 2030، والنجاحات الكبيرة التي تحققت بلغة الأرقام والمنجزات والمستهدفات ونحن لا نزال في منتصف الطريق؛ نحتاج أن تنتقل خطة التواصل للرؤية مع الجمهور الداخلي والخارجي - مع كل الجهود المميزة والمبذولة مسبقاً - إلى أهداف ورسائل وأنشطة اتصالية جديدة، من خلال التحول من التأثير (المعرفي والعاطفي والسلوكي) إلى استدامة الأثر الذي تحققه الرؤية اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً في المجتمع والعالم، وارتباطه بسمعة المملكة ومكانتها الدولية، وأهم أدوات هذا التحول هو الانتقال إلى المستوى الثالث في إنتاج المحتوى وهو التسويق بعدما تحقق النجاح في المستوى الأول (إدارة المحتوى)، والمستوى الثاني (صناعة المحتوى)، وذلك بما يكفي من رسائل إعلامية واتصالية، حيث نتطلع مع التسويق للأفكار والمنتجات والخدمات أن نخلق جسراً تواصلياً ممتداً مع الجمهور نحو المستقبل.

شواهد كثيرة لمنجزات وسياسات وبرامج ومبادرات مع رؤية المملكة الطموحة تستحق التسويق، وليس تغطيتها إعلامياً أو صناعة القصص حولها؛ فمثلاً مدينة الأحلام نيوم نشرنا عنها إعلامياً ما يكفي للتعريف بها، وقدّمنا الكثير من القصص الإعلامية عنها، ولكن كيف يمكن أن نسوّق لأفكار جديدة لمدينة مثل نيوم ودورها في التكيّف مع الثقافة العالمية، وتبني مفاهيم جديدة للحياة، وتأسيس علاقات عابرة للحدود، ووضع الحجر الأساس لإنسان المستقبل في مهاراته، وتنوع قدراته، وإعادة أولوياته، كذلك كيف يمكن أن نسوّق لمدينة مثل نيوم في صناعة مفهوم جديد لعصر الخدمات الرقمية والآلية، وجودة المنتجات التي تحمل «براند نيوم» للعالم.


شاهد آخر على أهمية التسويق لخطة تواصل الرؤية، وهو ما تحقق للمنتخب السعودي خلال مشاركته في كأس العالم من فوز مستحق على الأرجنتين، وكيف تم استثمار هذا الحدث المكتسب وتسويقه، من خلال قرارات حكومية بمنح إجازة لموظفي القطاعين العام والخاص، ونشر محتوى تسويقي للأفكار من أن السعودية تنافس عالمياً وتنتصر، وتهزم الأرجنتين، أقوى المرشحين للحصول على اللقب بوجود ميسي، وأن السعودية والسعوديين تغيّروا كثيراً.. هذه الأفكار وغيرها التي جرى تسويقها بعد نهاية المباراة وتداولها العالم في محتويات متعددة إعلامياً واتصالياً عن السعودية؛ تقدّر قيمتها التسويقية بعشرات المليارات من الدولارات، ولكن تكلفتها على المملكة صفر، والسبب أن المكتسب الذي حققناه استثمرناه في وقته، وفكّرنا في أن الأثر الذي سيبقى عن سمعة ومكانة المملكة أهم من التأثير الوقتي الذي سينتهي بعد مدة قصيرة.. باختصار هكذا نبني خطة التواصل لتسويق رؤية الوطن الطموحة.