-A +A
حمود أبو طالب

في ظل الأزمات الخطيرة التي يعيشها العالم خلال هذه الفترة، سياسياً واقتصادياً، والمواجهات المباشرة وغير المباشرة، عسكرياً ودبلوماسياً واعلامياً، والترقب المقلق من احتمال التصعيد الذي قد يؤدي في لحظة جنونية الى تدمير كل ما على هذا الكوكب، يبدأ اليوم مسار آخر مغاير يجمع سكان العالم دون استثناء في مناسبة مشحونة بالإثارة والحماس والتنافس والبهجة والمتعة عندما يبدأ حفل تدشين وانطلاق مباريات كأس العالم في قطر.

هذا الحدث العالمي تفد اليه عادةً أعداد كبيرة جداً من كل جنسيات العالم لأنهم يعتبرونه كرنفالاً عالمياً يجمع كل الشعوب باختلاف ثقافاتهم وعاداتهم وتقاليدهم، بغض النظر عن الاختلافات في السياسة بين الدول. هذه الجموع الغفيرة من كل مكان كأنها تؤكد حقها في الاستمتاع بالحياة كلما أمكن ذلك وكلما أتيحت مناسبة.

بالنسبة لنا كعرب تحدث هذه التظاهرة الرياضية العالمية لأول مرة في دولة عربية، وهذا يسعدنا، ولعلها تكون البداية لاستضافة دول عربية أخرى لكأس العالم أو أي منافسة رياضية أخرى في مستواها، ليثبت العرب أنهم قادرون إذا أرادوا، وأن شعوبهم باستطاعتها التفاعل الايجابي مع شعوب العالم، وأن الصورة النمطية السلبية التي تم تكريسها عنهم لدى الغرب غير صحيحة، ولعل البداية من قطر تكون بداية مسار التصحيح لتلك الصورة الظالمة، ولعلنا نكون قادرين من خلال التجربة الأولى في قطر على اجتياز هذا الاختبار الانساني والثقافي بنجاح.

سيعيش العالم أياماً من الإثارة الجميلة بالتوازي مع الإثارة المزعجة للحروب والمواجهات والأزمات المختلفة التي لن تتوقف. إنها أيام يمكن اعتبارها استراحة للعالم مما يحدث في العالم.