-A +A
ماجد قاروب
رؤية 2030 وتنظيمها لسوق العمل مع وضوح فرص العمل والتأهيل والتدريب والبرامج التي تقدمها وزارة الموارد البشرية لتوطين الوظائف، تحتم علينا أن نتغير اجتماعياً ومؤسسياً تجاه الاستعداد لمستقبل الأبناء والأجيال لضمان حسن الإعداد لمستقبلهم العلمي والعملي المرتبط بسوق العمل، وهنا أضع بعض الرسائل وهي كما يلي:

أولاً: إلى العائلة.. لأنها جزء لا يتجزأ من نجاح الأبناء، فمن حق الأبناء على عوائلهم المزيد من التقرب منهم لاكتشاف مواطن التفوق والشغف والحب والتعريف عن العمل وقيمه ومبادئه ومشاركتهم في اختيار التخصص الدراسي وفق احتياجات سوق العمل، وأيضاً على العوائل مساعدة الأبناء لبدء الحياة العملية كموظف، بتهذيب أفكار الأبناء على النزاهة والشفافية والبعد عن أفكار الواسطة والمحسوبية، وأخيراً الانتظار على خطط الزواج والإنجاب واستبدالها بخطط الادخار والاستثمار والالتزام وربطهم بقيم المجتمع الدينية والتراثية.


ثانياً: إلى التعليم.. يتحتم على التعليم التعريف بسوق واحتياجات وأخلاقيات العمل في المرحلة الثانوية من خلال مادة ثابتة عن أخلاقيات وقيم العمل وإدخال التدريب العملي والبرامج الصيفية في الأعمال الميدانية والحرفية لتأهيل الطلبة للعمل وواقعه.

ثالثاً: إلى التعليم الجامعي.. يجب مناصفة النظريات الأكاديمية مع الواقع الحقيقي للأعمال وربط المناهج العلمية مع الهيئات المهنية مثل المحامين، المحاسبين، المهندسين لتحديد الاحتياجات وبرامج التدريب العملي وتخصيص الساعات الصيفية المحاكية للواقع مع مكاتب الهندسة والمحاسبة والمحاماة، مع تمكين الطلبة من المهارات الأساسية للحاسب والسكرتارية والإدارة والتسويق وتخصيص ورش عمل للتعريف الحقيقي لواقع العمل والأعمال لتمكينهم من بداية حقيقية قوية للعمل.

رابعاً: إلى وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية.. لأنها أساس دعم جميع القطاعات، ولذلك يجب التأكيد على أن تمكين القطاعات أهم من دعمها وعلى الوزارة التعاون مع وزارة العدل لتطوير كل مايخص القضاء العمالي وكذلك يجب إلزام قياديي الموارد البشرية ببرامج تأهيل عن سوق ونظام العمل والتعاون مع وزارة التعليم لتقديم ورش إلزامية للخريجين عن نظام وأخلاقيات وأدبيات العمل وربط الحصول على الدعم بالمشاركة في البرامج التأهيلية واجتيازها بنجاح.

خامساً: رسائل ونصائح للطلبة الخريجين.. العمل من أسمى وأرقى مهام الإنسان لتحقيق غاية الذات ولإعمار الأرض والعمل هو مسيرة 40 عاماً القادمة، العشرة الأولى التدريب مع الالتزام، والعشرة الثانية الإنتاج مع الالتزام، والعشرة الثالثة العطاء مع الالتزام، والعشرة الرابعة نقل الخبرات مع الالتزام الذي يعني تهيئة النفس للعمل وطاعة الأوامر والحضور للعمل في المواعيد المحددة والاستمرار في التعلم والتطوير والترقي وتكوين قاعدة علاقات وأصدقاء وزملاء عمل مع الأمانة والصدق والشفافية والنزاهة والإنتاج والعطاء واحترام الخبرات والقيادات والمديرين.

أخيراً: إلى القطاع الخاص.. مع رؤية 2030 ووضوح معالمها والقطاعات التي تشهد تطويراً ونمواً وتنمية تعتمد على المهارات والقدرات خاصة في مجالات التقنية والرياضة والسياحة ومراحل متقدمة في الصناعات العسكرية والأمنية والطاقة تحتم أن نحسن الإعداد لاستقبال متقدمي العمل من أبناء الجيل الحالي المرتبط ثقافياً واجتماعياً بكل أسف بجوجل وتويتر التي رفعت من سقف التوقعات والطموحات بما يؤثر على بيئة ومناخ سوق العمل الذي يحتم علينا جميعاً التعامل مع معطياته لأنه ليس فقط قانون عمل، بل بيئة عمل تحفز وتطور الكفاءات والتخصصات وتتفاعل مع المستجدات.