-A +A
منى العتيبي
أجمل ما لفت انتباهي في معرض الرياض الدولي للكتاب لهذا العام هو حضور المسرح الأدبي السعودي؛ من خلال عرض مسرحية (هما) للأديب الراحل غازي القصيبي. وقد أسعدتني هذه البادرة جداً حين التفت معرض الكتاب إلى المنتوج الأدبي السعودي خاصة أن مكتباتنا ورفوف جامعاتنا تضم العدد الوفير من الأعمال الأدبية الثرية والقيمة التي تحمل هويتنا الثقافية والفكرية ومسيرة من التطور الأدبي والنقدي في فن المسرحية السعودية التي تحتاج بدورها إلى أن يكون لها حضورها الواقعي على خشبة المسرح.

‏وفي الحقيقة المسرح السعودي ما زال حتى اليوم بلا هوية محددة رغم وجود الإبداع النصي؛ فأنا أختلف تماماً مع الأصوات النقدية التي تجرّد المسرحية السعودية في الأدب السعودي من الإبداع أو تنفي وجود المسرح السعودي؛ الإبداع موجود في كلا الجهتين بالنص وبالمسرح، ولكنه يفتقد إلى الدعم ووضوح الرؤية في مستقبله كفن مستقل بأكاديمية متخصصة؛ عوضاً عن الاجتهاد الفردي الذي يفتقر أحياناً إلى الشغف والتخصص ويعتمد على تحويل المسرح كأداة تجارية لا أكثر ولا أقل.


كما أن هذه النصوص الأدبية في المسرح السعودي تفتقد كادراً فنياً على مستوى عالٍ من الفن في مجال الإخراج والسيناريست الملهم الذي لديه الخبرة في اقتناص الإبداع من الإنتاج الشغوف الذي يكون همه الأول تقديم العمل في صورة مؤثرة في أدق التفاصيل.

أخيراً..

العمل المسرحي الأدبي اليوم لا يحتاج دراسات وأطروحات نقدية أو ندوات تقرأ علاقته التأثيرية والتبادلية مع المسرح العربي والعالمي، بل يحتاج الحضور في المسارح على المستوى المحلي والعالمي.. ويحتاج ظهور مكنوناته الإبداعية وترجمتها على خشبة المسرح والمنصات.. ويحتاج إدارة هيئة المسرح والفنون، الكاتب والناقد المسرحي بعيداً عن مقاعد الندوات والمحاضرات وقريباً من «خشبة ومنصة المسرح» وترجمة أعمالنا الأدبية المسرحية.