-A +A
حمود أبو طالب
مساء الثلاثاء كانت المملكة الخبر الأبرز في النشرات العالمية عندما صدر أمر خادم الحرمين الشريفين بأن يكون ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رئيساً لمجلس الوزراء. ما الذي يحدث في السعودية؟ هذا هو السؤال الذي يتردد منذ بداية المرحلة الجديدة، وبعد أن أصبحت المملكة مالئة الدنيا وشاغلة الناس، محبين وكارهين. المحبون يتابعون بإعجاب قفزاتها العالية في كل شيء، والكارهون يتحسرون لأنها تجاوزتهم وتركتهم على قارعة أمنياتهم المسمومة تجاهها، ومضت باتجاه الضوء والمستقبل بالتخطيط والابتكار والعمل الدؤوب.

تميز عهد الملك سلمان منذ بدايته بالتركيز على إعادة بناء وهيكلة أجهزة الدولة وتحديث كثير من الأنظمة لنستطيع التحرك بحيوية ومرونة وفاعلية تحقق مستهدفات الرؤية الوطنية التي التزمنا بتنفيذها في وقتها المحدد وبالجودة المطلوبة. هذا الأمر تطلب ضخ الدماء الجديدة واستقطاب الكفاءات المتميزة ووضع خطط فاعلة ومراقبة أداء دقيقة، وكان من الطبيعي جداً أن يوكل أمر الإشراف على كل ذلك إلى مسؤول مرحلة الرؤية، صاحب أفكارها ومهندس تفاصيلها وربان مركبها الأمير محمد بن سلمان، الذي يضطلع بمسؤوليات ضخمة ومهمة أخرى، لكنه استطاع المواءمة بينها جميعاً.


وعندما يصبح ولي العهد رئيساً لمجلس الوزراء فإن في ذلك مرونة أكبر في اتخاذ القرار وسرعة في التنفيذ وتقليص الوقت بينهما. كما أنه سيصبح هناك تناغم أكبر بين فريق العمل الذي يقوده ولي العهد عندما يصبح رئيساً لمجلس الوزراء، وفي كل الأحوال فهو رجل دولة من الطراز الأول منذ يومه الأول فيها، فهو ينوب عن الملك في كثير من المفاوضات مع الدول واتخاذ القرارات المهمة في العلاقات الدولية والتحولات الداخلية، وموقعه الجديد سيعزز مواقفه وقراراته ويسهل عليه تنفيذ برامجه بمرونة أكبر.

إنها مؤسسة ملك عريقة تشرّب أفرادها الكبار الحكمة وبعد النظر، والملك سلمان -حفظه الله- أحد أهم أقطابها، كان اختياره للأمير محمد ولياً للعهد من أهم وأصوب قرارات مؤسسة الحكم في كل مراحلها، وها هو يضيف له مسؤولية جديدة يعرف أنه خير من ينهض بها تحت توجيهاته وإشرافه.