-A +A
خالد السليمان
أستطيع أن أصف قتل أيمن الظواهري بأنه تنفيذ عقوبة أمريكية انتقاماً لجريمة ١١ سبتمبر أكثر منه استهدافاً لتنظيم القاعدة الذي لم يعد له حضور مؤثر منذ الاحتلال الأمريكي لأفغانستان، تماماً كما كان قتل زعيم التنظيم أسامة بن لادن الذي قتل في غرفة نومه وبين زوجاته عجوزاً مريضاً لا يملك سوى جهاز التحكم بتلفزيونه!

وهناك من يرى أن توقيت العديد من عمليات اغتيال زعماء التنظيمات الإرهابية ارتبط بالمواسم الانتخابية الأمريكية، وهذا صحيح ظاهرياً، فانتخابات الكونجرس على الأبواب ويحتاج الرئيس بايدن إلى معجزة لمنع خسارة حزبه لها!


وإذا كنت أصف قتل بن لادن والظواهري على أنه أقرب لتنفيذ العقوبة منه للعمل الاستخباراتي المؤثر، فذلك لأنه من غير الممكن أن أساوي بين أهمية وتأثير قتل بن لادن والظواهري، وقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني الذي استلزم قرارا شجاعا من الرئيس ترمب أو قتل زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي!

وفي كل الأحوال فإن استهداف قادة التنظيمات الإرهابية الذين تسببت أعمالهم في قتل الإبرياء ضروري، ولا يعني التقدم في السن أو العجز بالمرض أو فقدان التأثير الميداني الإعفاء من العقوبة أو عدم نيل الجزاء الذي يقتص للضحايا ويعتبر منه كل من يختارون ممارسة الإرهاب وقتل الأبرياء وسيلة للعمل وتصفية الحسابات!

باختصار.. مات الظواهري في شرفة منزله بطريقة مدمرة كما مات الآلاف من ضحاياه الأبرياء الذين باغتهم الموت بأبشع صوره دون ذنب أو ميعاد!