-A +A
أحمد الشمراني
يظن بعض الأحبة أن العبارات الماسخة والصاخبة أكثر تأثيراً وأكثر قبولاً عند المسؤول - أي مسؤول - وهذا ظن خاطئ ولا يستند على واقع.

يشتمون ويتهمون ويحرضون ويسيئون ويقولون نحن الأكثر تأثيراً.


يا ساتر، عن أي تأثير يتحدثون..؟ ما علينا، فكل كلمة هي عنوان صاحبها.

المهم يجب أن يعرف أحبتي وشركاء الميول أنني أملك تجربة تجعلني على الأقل أطلب منهم طلبَ مُحِبٍّ أن يهذِّبوا عباراتهم وهم يتحدثون عن الأهلي وقضايا الأهلي، وأن يجتهدوا في اختيار الكلمة الراقية والأكثر تأثيراً وهم يخاطبون الناس، وتحديداً المعنيين بالحركة الرياضية وزيراً أو رئيس اتحاد أو أصغر موظف في المؤسسة الرياضية، فقلّة الأدب لا تليق بخطابنا الإعلامي، فكيف حينما يعتقد صاحبها أنها رأي يجب أن يسمع.

عندما قال الأمير تركي العبدالله الفيصل: «إن ما حدث بعد الجمعية من تصريحات وتسريبات لا يليق بالأهلي وبالجمعية، ولا يحترم اللوائح المعمول بها في وزارة الرياضة التي ينبغي أن نحترمها كمظلة، وألا نسمح لأي عضو بالإساءة للعاملين فيها وزيراً ونواباً ووكلاء، وينبغي أن نضع مستقبلاً ضوابط يتم من خلالها احترام مظلتنا، لأنني - وأقولها بكل أسف - وجدت إساءات لا يمكن أن أسمح بها تجاه الوزارة، فكل منا يجب أن يعرف حدوده وصلاحياته».

كلام لم يكن مرسلاً بقدر ما كان خطوة على طريق تصحيح خطاب النادي الأهلي الرسمي جمعية وإدارة وعاملين في النادي، وهذا - كما أرى ويرى كل منصف - كلام رائع لكن غير الرائع أن ثمّة من أخذ كلام الأمير إلى منحى لا يشبه مضمونه، وهذه إحدى كوارث مرحلة باتت فيها الإساءة هي الرائجة، بل ويعتبرها فقيرو المعرفة رأياً.

نحن لم نقل لا تنتقدوا ولا تطالبوا بحقوق الأهلي بقدر ما نقول لا للإساءة وهذا ما كرس له الأمير تركي العبدالله الفيصل، ويجب أن نتخذ منه بداية تهذيب خطابنا الإعلامي إذا أردنا أن تصل رسالتنا.

أجد من حين إلى آخر هجوماً من بعض الزملاء يصل حد الإساءة بحثاً عن مجد لن يحققوه في ظنهم إلا من خلالي، وهذا قطعاً وإن أزعجني سوء العبارات أحياناً إلا أنه يضحكني، وهل هناك أروع من أن أضحك في عز غضبهم وانفلاتهم ؟!

الأهلي هبط إلى الدرجة الأولى، لكن كما هو تاريخه (هبوطه ارتفاع)، وارتفاع غيره سيظل في نظر العدالة هبوطاً.

كنت أتمنى يا هذا أن تظل كما كنت حاطب ليل في كواليس الإعلام، فالضوء أحرقك، وتذكرت معه حقيقة تحدث أو تكلم حتى أراك.

عيب ما تفعله، ومَنْ يقل غير ذلك يخدعك.