-A +A
خالد السليمان
تشهد المدينة المنورة هذه الأيام عرسا ثقافيا بإقامة معرض المدينة المنورة للكتاب الذي تنظمه هيئة الأدب والنشر والترجمة، وتعرض فيه دور النشر المشاركة من ١٣ دولة أكثر من ٦٠ ألف عنوان، بينما تنظم فيه أكثر من ٨٠ فعالية ثقافية متنوعة بمشاركة نخبة من المثقفين والكتاب السعوديين والدوليين !

مثل هذا الحدث لا ينشر عبق الثقافة والأدب والفنون في أرجاء المدينة المنورة وحسب بل في أنحاء المملكة وخارجها، لأن مثل هذه الأحداث الثقافية تتجاوز حدود المكان، بفضل تعدد جنسيات دور النشر، وتنوع الأنشطة الثقافية والفنية التي يشارك فيها أدباء ومثقفون من بلدان مختلفة، مما يخلق حالة من التفاعل الثقافي العربي يليق باسم المدينة المنورة، التي تجمع بهويتها الروحية ومكانتها المقدسة أفئدة الشعوب المسلمة بلغاتها وثقافاتها المتنوعة !


معرض المدينة المنورة للكتاب يعقد في بيئة ثرية بالتراث والفنون والأدب والتاريخ، لذلك لم يأت ليحرك ساكنا بقدر ما جاء ليعزز حراكا قائما ويحفز شغف القراءة ويعزز الوعي الثقافي والأدبي والفني في المجتمع، ويشجع الأفراد على اقتناء الكتب وإشباع ميول وألوان القراءة المختلفة، وحضور الفعاليات والندوات وورش العمل والعروض واللقاءات الثقافية والأدبية والفنية المصاحبة للمعرض !

مثل هذا النشاط الثقافي تحتاجه المجتمعات الإنسانية لأنه يرسم هويتها الثقافية ويضيف إلى إرثها الحضاري، ومن هنا يأتي دور وزارة الثقافة السعودية من خلال هيئاتها المختلفة ومنها هيئة الأدب والنشر والترجمة لتدفع حراكا ثقافيا كبيرا تشهده المملكة في الآونة الأخيرة لمواكبة رؤية ٢٠٣٠ الداعمة لصناعة الثقافة باعتبارها من مقومات جودة الحياة وبناء الوعي وتكوين الهوية، وتمكين الإنسان السعودي لدفع عجلة التحول الثقافي بما يليق بمكانة المملكة وإنسانها !