-A +A
منى العتيبي
قرأت تقرير المركز الوطني لاستطلاعات الرأي العام التابع لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، استطلاع رأي حول إنجاز الطلبة السعوديين؛ وقد جاء التقرير مخبرا عن ردود أفعال الناس وتفاعلهم مع أحداث إنجاز الطلبة وتبين من خلاله بأن 88% من المواطنين يرون أن فوز الطلبة السعوديين في الآيسف 2022 له أثر إيجابي على الطلاب ويدفعهم للتحصيل الدراسي؛ وأتفق مع هذا الرأي في حاجتنا إلى صناعة نموذج وقدوة علمية تعليمية لأبنائنا وبناتنا وسط هذه الضوضاء العالمية في مواقع التواصل الاجتماعي وخلط الوهم بالعلم وظهور تجار المعرفة المزيفة!

وقال 48% من العينة إنهم يشعرون بالفخر، و17% يرون أن المواطن هو أثمن الثروات للبلاد، و13% يرون أن شبابنا لايقلون شأنا في الإنجاز العلمي والتقني عن نظرائهم في الدول المتقدمة علميا وصناعيا، فيما يرى 13% أن تعليمنا قادر على صنع أجيال تنافس عالميا، و9% يرون أن ذلك يعد نجاحا للاستثمار. وفي هذه الأرقام والمشاركة دلالة واضحة على أن المجتمع يشعر بقيمة المسؤولية نحو الوطن ورغبتهم الحقيقية في خوض غمار التنافس العالمي والاستعداد التام لدعم المواطن السعودي وإشارة إلى ضرورة تأهيل الأجيال نحو منصات الإنجاز العالمية.


ولفت انتباهي في التقرير إلى أن هناك شريحة كبيرة تدعم الموهبة وتطلب أن يكون الشخص الموهوب متواجداً على رأس الهرم في الفرص العلمية وفي مواطن الشهرة، حيث أتى في الاستطلاع منح الابتعاث والقبول الفوري في الجامعات، ومن يجب أن يحصل عليه قال 86% من العينة إن جميع الطلاب المشاركين في مسابقات المعرض الدولي للعلوم والهندسة، 14% يرون أن ذلك يجب أن يكون لمن حققوا جوائز بشكل عام.

وخلال أعمالي البحثية في اتجاهات الإعلام الجديد تذهب النتائج الدراسية إلى تأكيد أهمية مواقع التواصل الاجتماعي في كونها محتوى وحلقة تعليمية تشاركية بين الآخرين وتتعدى كونها مجرد رأي عام. وقد أكد الاستطلاع ذلك حينما قال 87% عن ضرورة أن يشرح الطلاب الفائزون للجمهور عبر وسائل التواصل الجماهيري طرقهم في المذاكرة والتحصيل، فيما 7% كانوا محايدين، و6% غير موافقين، وحول أثر الطلاب السعوديين في هذه المسابقة أثراً إيجابياً على الطلاب وأوجد دافعية للتحصيل الدراسي، قال 88% بنعم، و7% محايدين، و5% يرون غير ذلك.

كل هذه الأرقام وغيرها مما كشفه استطلاع الرأي العام حول إنجاز الطلبة السعوديين والصدى الجماهيري الذي أحدثه هذا الإنجاز يشير إلى ضرورة صناعة نظام تعليمي يهتم بمواهب أبنائنا وبناتنا ورعايتهم منذ مرحلة التأسيس وقبل هذه المرحلة من خلال اهتمام الأسرة بتهيئة الأبناء وإعدادهم الإعداد الجيد؛ فالأوطان التنموية التنافسية تعمل على إعداد أجاليها منذ النمو الأول.