-A +A
خالد السليمان
ما زلت أعيش ألم مقال الأمس حول حادثة وفاة طالب في المرحلة المتوسطة نتيجة شجار، فلا شيء أبدا يبرر أن يموت طالب لم تبدأ حياته بعد في المدرسة التي يفترض أن تكون البيت الثاني للطلاب، ويقف فيها المعلمون والمعلمات مكان الوالدين!

وفي خبر صحفي نشرته «عكاظ» أمس أن إدارة تعليم جدة باشرت تحقيقا حول أسباب عدم وجود معلم في الفصل وقت المشاجرة، خاصة وأن الحصص في رمضان متتابعة ولا تفصل بينها أوقات راحة، وغياب المعلم قد يحدث لأي سبب فالحياة المدرسية ليست آلية الحركة بحيث نضمن دقتها، لذلك أكرر ما ذكرته في مقال الأمس من أهمية معالجة أكثر عمقا للحادثة!


فالمدارس تتحمل مسؤولية عظيمة في ضمان سلامة الطلاب والحد من المشاجرات وردع الطلاب المتنمرين وحماية البيئة المدرسية من تأثيرهم السلبي، كما أن زرع روح التسامح وترسيخ ثقافة النظام ونبذ الاعتداء مسؤولية تربوية مشتركة بين البيت والمدرسة، وبات واضحا أن هناك حاجة لمشاركة جهات أخرى في حملات توعوية تعزز ثقافة احترام القانون ومعرفة عواقب مخالفته، فيجب تعزيز محتوى هذه الثقافة في المناهج التي ينشأ عليها الطالب، كما أن هناك حاجة لقيام مسؤولي القانون في المؤسسات العدلية والقانونية والأمنية والاجتماعية بزيارات للمدارس وعقد لقاءات توعوية مع الطلاب والطالبات!

ولعل وزارة التعليم توجه بتخصيص وقت من حصص هذا الأسبوع يناقش فيه المعلمون الطلاب بالحادثة ويتم استخلاص العبر لتوعية الطلاب والطالبات وتعزيز روح المسؤولية والتسامح والانضباط في تسوية الخلافات، فالشجار ليس وسيلة حل أي خلاف وإلا لما وجد القانون ولا المحافظون على النظام وتحقيق العدالة، وفي حالة المدرسة تقوم إدارة المدرسة بهذا الدور، وما يجب أن يتنبه له المعلمون والمشرفون والإداريون هو عدم تجاهل أي مشكلة تتضمنها شكوى طالب من التنمر أو بوادر أي خلاف يؤدي إلى المشاجرات!