-A +A
أريج الجهني
أعتقد أن مؤتمر خدمات الحج والعمرة لعام ١٤٤٣ والذي جاء بعنوان (التحول نحو الابتكار) هو الحدث الأكثر أهمية في هذا الأسبوع، فقيمة الحج الروحانية والعمق التاريخي لضيافة الحجاج في مملكتنا أمور تستحق هذا المستوى من المهنية والتألق الذي رأيناه. بلا شك إن عبارة معالي وزير الحج والعمرة الدكتور الفاضل توفيق الربيعة كان لها تأثير حقيقي للمتلقي، حيث قال: «مكة المكرمة والمدينة المنورة والحرمان الشريفان محطات يتمنى كل مسلم حول العالم زيارتهم، ونحن هنا جميعاً نتشرف بخدمة ضيوف الرحمن».

إن خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- يوليان عناية فائقة بمشاعر الحج والعمرة، والمتميز في هذا العام هو الحضور التقني الواضح وكيف سيتم الاستفادة من التطبيقات الذكية في أن تساهم في تطوير رحلة الحاج. تطبيق اعتمرنا على سبيل المثال سيتطور إلى تجربة رقمية كاملة. كما شاركت رابطة العالم الإسلامي بمعرض ومتحف دولي للحج والعمرة. وتم انعقاد عدد من ورش العمل منها فن التعامل مع ضيوف الرحمن والتفكير التصميمي في مجال الحج والعمرة.


فعاليات عديدة ومتحدثون من كل مكان، المملكة اليوم تطرح نموذجاً فريداً في ريادة ورقي العبادات والمناسك، إن الجانب الروحاني في الحج والعمرة يتزايد مع زيادة التسهيلات. والتخفيف عن ضيوف الرحمن العبء والتعب نهج وطني حكيم ممتد عبر السنوات. التحولات النوعية التي أعلن عنها في مكة وجدة ستضاعف بلا شك الأعداد في المستقبل القريب وتخلق تجربة اجتماعية فريدة ولا تنسى.

أخيراً، أتمنى إتاحة التسجيل للحج من الآن أو أقرب وقت ليتسنى للناس الحجز، وتخصيص تصاريح للسيدات بدون محرم، حيث سجلت في العام الماضي وللأسف تم رفضي وعدد من الزميلات، ولا أجد أنني بحاجة لشرح ظروفي الاجتماعية، لكن من المهم مراعاة من لا يوجد لديها محرم مرافق وعدم التضييق علينا لحج الفريضة. بالمقابل تم قبول العديد من الرجال رغم تكرارهم للحج لأكثر من مرة!. أرجو أن تكون المساواة حاضرة في ذهن قادة الحج لهذا العام خاصة في ظل وجود فتاوى عديدة تبيح للمرأة الحج مع عصبة من النساء.

الحج والعمرة رحلة إيمانية، وفرصة للتجدد كسائر مواسم العبادة التي تأتي لتعيدنا أنقياء من جديد وكأنها تغسل السموم العالقة والهموم القابعة، وما أشد حاجة الإنسان اليوم للاتصال بخالقه أمام سيل الماديات والضغوط وتكدّس المهام وجنون الأحداث من حولنا. وأقول مقدماً حج مبرور وسعي مشكور لمن سيحالفه الحظ للحج في قيادة توفيق الربيعة وفريقه، أراهن أنها ستكون السنة الأكثر نجاحاً، وفّقه الله وكتب أجره في كل ما يعمل.