-A +A
حمود أبوطالب
في اليوم الذي تداول فيه العالم حوار ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مع مجلة أتلانتك كان هناك حدث لا يقل أهمية يتعلق بدور ومكانة وتأثير المملكة كدولة تحرص على إحلال السلام كمبدأ أساسي في سياستها وتبذل كل جهودها ومساعيها لحل النزاعات أينما كانت. في ذلك اليوم تلقى ولي العهد اتصالين من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في ذروة الحرب التي بدأت بين البلدين، وترقب العالم لتطوراتها وتطلعاته لوضع حدٍّ لها ونهاية تمنع سفك الدماء والدمار والتهجير والتشريد، وربما تورط أطراف أخرى فيها ليصبح العالم قريباً من كارثة شبيهة بحرب عالمية جديدة.

الاتصالان يدلان على التأثير السياسي والاقتصادي الدولي الكبير للمملكة، ولولا أن هذه هي الحقيقة لما اتجهت أنظار طرفي الحرب صوب المملكة في ذلك التوقيت الحرج. المملكة ذات علاقات متوازنة مع الدول الكبرى وبقية المجتمع الدولي، والدبلوماسية السعودية النشطة الواعية أصبحت مؤثرة بتوظيف عوامل قوة المملكة في محيطها العربي والإسلامي والدولي، وفي الأزمات الكبرى لا وقت للمجاملات والاتصالات البروتوكولية لأن الجميع يبحثون عن الحلول أينما كانت، وقد كان للمملكة عند نشوب الحرب موقف فاعل بالنسبة لإمدادات النفط بحسب اتفاقية مجموعة أوبك بلس يدل على التزامها واستشعارها لمسؤوليتها في كل الأوقات، وفي الأزمات العالمية على وجه الخصوص.


وأما بالنسبة لعرض المملكة استعدادها للقيام بدور وسيط في الحرب فذلك ليس بكثير أو كبير عليها كما غمز ولمز بعض الصغار، المملكة دولة وازنة مؤثرة ذات تأريخ سياسي عريق، وتتقدم مكانتها في المجتمع الدولي ويتعاظم دورها وحضورها في العالم بشكل سريع وقوي؛ لذلك لا غرابة عندما يكون لها دور محوري في الأزمات، وحين تنظر لها أطراف النزاعات بثقة واحترام.