-A +A
حمود أبوطالب
أعلن الناقل الوطني الأسبوع الماضي تدشين خط سير باريس العلا وبدء أول رحلة تحمل فوجاً من السياح الفرنسيين إلى هذه التحفة التأريخية التي أصبحت حافلة بالفعاليات المتنوعة التي تجذب الأذواق والاهتمامات المختلفة من داخل المملكة وخارجها.

هذا الخبر ليس خبراً عادياً، ولا ينحصر في مجرد إعلان خط سير دولي إلى وجهة داخل المملكة، إنه خبر مثير يحمل دلالات مهمة على ما يحدث في المملكة خلال هذه المرحلة المثيرة المليئة بالمفاجآت وإعادة اكتشاف الذات إنساناً وأمكنة. العلا، هذه التحفة التأريخية التي لا مثيل لها في العالم ظلت مهجورة ومطمورة، وربما يمكن القول إنها كانت شبه محظورة بشكل أو بآخر، اللهم إلا من بعض التنقيبات الأثرية المحدودة التي لم تسبر أغوار التأريخ فيها، مثلها مثل بقية الكنوز الأثرية في بقية مناطق المملكة. ولكن في هذه المرحلة بدأ الاهتمام والرهان على هذه الثروات التأريخية، وكانت البداية من العلا بإنشاء هيئة ملكية لتطويرها واستثمارها بشكل عصري بمشاركة الخبرات الدولية. كنت قبل فترة في لقاء مع السفير الفرنسي بالمملكة ولا تتخيلوا مدى الإعجاب والشغف الذي حدثني به عن العلا وما يجري فيها من عمل بالشراكة مع الخبرات الفرنسية، وبنفس إعجابه ودهشته حدثني سفراء آخرون، مؤكدين المستقبل الباهر للمملكة في السياحة بشكل عام، وسياحة الآثار على وجه التحديد.


وها نحن نشاهد بداية الأفواج السياحية الأجنبية المنتظمة بتدشين رحلات باريس العلا، ومؤكد أننا سنسمع قريباً تدشين خطوط جديدة من بلدان أخرى، ونتطلع أن يتم تدشين خطوط إلى بقية المواقع في المملكة التي تتميز بآثارها الفريدة ومقوماتها التأريخية والسياحية التي لا توجد أشباهها في أمكنة أخرى. لقد أعادت الرؤية اكتشاف كل مكامن الجمال في الإنسان السعودي ووطنه وتأريخه.