-A +A
سلطان الزايدي
حين يكون الحديث عن الأعضاء الذهبيين في الأندية السعودية، سيكون الرمز النصراوي الأمير «خالد بن فهد» في مقدمتهم؛ لما يقدمه من دعمٍ سخيٍّ وكبيرٍ لنادي النصر، ولن أبالغ لو قلت: إن النصر في السنوات الأخيرة تحديدًا لم يعلُ شأنه في المنافسات الداخلية والخارجية، إلا بفضل الله سبحانه وتعالى، ثم بمجهودات ودعم الرمز العاشق «خالد بن فهد»، وهذه حقيقة لن تجد من ينكرها؛ لذلك فإن النصراويين دائمًا ما تجدهم يتفاخرون أمام كل مشجعي الأندية الأخرى بوجود هذا الأمير، وفي نفس الوقت ليسوا مطالبين بالإجابة عن أسئلةٍ أجوبتها معروفةٌ مسبقًا، على سبيل المثال من يدعم النصر أو مصدر الدعم المالي الكبير؛ لأنها حقيقة واضحة في النصر وغائبة في أندية أخرى!

لكن من الأشياء المزعجة التي قد تواجه الأندية والمعطلة للعمل، هي تدخلات الأعضاء الذهبيين في العمل الإداري والفني، هذه التدخلات مرتبطةٌ بحجم ما ينفقونه أو يقدمونه للنادي من هباتٍ ماليةٍ، تساعد النادي على تجاوز بعض العقبات المالية، التي لها تبعيات مختلفة تهدد استقرار فريق كرة القدم في النادي، وبالتالي لن تجد رئيس نادٍ جماهيريٍّ، مهما بلغت إيراداتهم المالية، إلا ويحتاج لوجودهم، هذا التواجد يترتب عليه تنازلات كثيرة، لا يملك رئيس النادي حيالها إلا الانصياع لها حتى لو كانت تخالف قناعاته، فبعض رؤساء هذه الأندية تحدثوا في هذا الجانب بكل وضوح، ومنهم رئيس النصر «مسلي آل معمر»، حين خرج في لقاء مع المذيع المتألق «تركي العجمة»، وكان الحديث حينها شفافًا بالقدر الذي يجعل الجميع يضع التصور المناسب للوضع الإداري في النصر. يقول رئيس النصر: إنهم يرجعون للأمير «خالد بن فهد» في كل الشؤون المتعلقة بالتعاقدات، ونطرح عليه وجهات النظر التي نعتقد أنها سليمة، وستفيد الفريق، فإن وافقنا عليها الأمير باركها وقدم الدعم المناسب لها، وإن لم يوافق فلا يمكن الاستمرار في تبني هذا الرأي ومحاولة تنفيذه، مهما كانت المكاسب الفنية المتوقعة منه، في الشكل العام لهذا الأمر فإن الأمير «خالد بن فهد» العضو (الداعم) يشكر على كل ما يقدمه للنصر، وأيضًا هو يحظى بمحبة منقطعة النظير في المدرج النصراوي؛ لما له من أفضال جمة على النصر، لكن لو قررنا تتبع بعض تلك التفاصيل التي خسر فيها النصر بسبب بعض القناعات التي كانت تسيطر على تفكير الأمير (الداعم)، سنجد أن هناك فرصًا كبيرةً خسرها النصر لا يمكن تعويضها، على سبيل المثال وطالما أصبح اسم النصر مرتبطًا ارتباطًا تامًّا بـ(الداعم) الأمير «خالد بن فهد»، فإن النصر خسر صفقة حارس كان وجوده مهمًّا للنصر، وسيخدمه لسنوات طويلة، هو «محمد العويس» حارس المنتخب السعودي الأول، لا يمكن أن تجد من يقبل فكرة أن النصر بقيادة هذا الأمير المحبوب لم يكن قادرًا على جلب «محمد العويس» هذا أمر مستبعد، وأيضًا لا يمكن لرجلٍ خبيرٍ مثل «مسلي آل معمر» أن يتجاهل فرصة كهذه، دون أن يعرضها على الأمير (الداعم) «خالد بن فهد».


إذن... الاستنتاج في هذا الأمر تحديدًا بات واضحًا للجميع، فالمال لم يكن عائقًا بدليل توقيع النصر مع لاعب الوسط الهلالي -الذي تحول إلى قضية بين الناديين في ما بعد- «محمد كنو» بعقد أكثر بكثير من العقد الذي كان سيحصل عليه «محمد العريس» لو انتقل للنصر؛ لذا فالأندية أحيانًا تقع في أزماتٍ فنيةٍ خارج إرادتها، ولا تملك إلا أن تمتثل لكل الظروف المصاحبة لهذه الأزمة، والشواهد في دورينا كثيرة.

في الواقع لا أحد يستطيع أن يمنع رجلًا مخلصًا، وعاشقًا صادقًا للنصر، وداعمًا مهمًّا مثل الأمير «خالد بن فهد» من أن يستمع لكل الآراء، وفي النهاية يذهب للرأي الذي يجزم بصوابه، حتى لو كان مخالفًا للآراء الفنية المرتبطة بالجهاز الفني للفريق، أو للقناعات الإدارية المرتبطة بإدارة النادي، وهنا تكمن المشكلة -إذا اعتبرناها مشكلة- مقارنة بما يقدمه للنصر.

ودمتم بخير،،،