-A +A
خالد السليمان
إزالة العشوائيات في المدن المتقدمة جزء من عملية تحديثها وتصحيح أخطاء تخطيطها، وهناك فرق كبير بين التاريخ الذي تجسّده العمارة وتخلّده مواقع الأحداث وبين البناء الفوضوي الذي هجره أهله القدامى ليستوطنه المخالفون ويتحول إلى بؤرة للمخالفات!

في جدة ومكة المكرمة كانت الأحياء العشوائية محل انتقاد معظم من عرفتهم من سكان المدينتين، وحتى وقت قريب غلب الظن أنها مشكلة مزمنة لا يمكن علاجها حتى نجحت الدولة في إزالة ٧ من أشهر الأحياء العشوائية في مكة المكرمة مما بعث الأمل في حل عشوائيات جدة التي استعصت على كل محاولات الإزالة سابقاً!


لكننا اليوم في عهد حازم لا يقبل أنصاف الحلول للمشكلات، ولا يتوقف عند المصالح الضيقة والعاطفية في سبيل الصالح العام، لذلك تبدو الحلول الواقعية لعشوائيات جدة اليوم أقرب إلى الحلم المتحقق لكثير ممن يرغبون في رؤية مدينتهم بأبهى حلة!

الحلول التي طرحتها الدولة لتوفير البدائل والتعويضات لسكان هذه الأحياء لم تترك أي عذر لمعارضة أحد، ولا أحد سيترك بيته إلى رصيف الشارع، لكن القلق من انتقال بؤر الجريمة إلى أماكن أخرى مفهوم، كما أن بعض حلول توفير المساكن البديلة تواجه بعض التعقيدات الاجتماعية، حيث تبرز مسألة تفاوت المستويات الاجتماعية التي تميز عادة الأحياء السكنية في أي مدينة!

لقد بدأت مسيرة تصحيح وضع الأحياء العشوائية ومعالجة الثغرات التي وفّرت لمخالفي القانون الملاذات الآمنة، مسيرة كانت ستقطع أشواطاً بعيدة وتوفر أثماناً كبيرة لو أنها بدأت قبل عقود من الزمن، لكنها مسيرة بدأت وستصل إلى وجهتها في النهاية لأن دافعها الإصلاح ومحركها الإنصاف، وهدفها المستقبل!