-A +A
خالد السليمان
بلغت مبيعات حوالى 150 أسرة منتجة في مهرجان الكليجا ببريدة أكثر من مليون ريال خلال 5 أيام فقط من بيع الأطعمة المنزلية والمنتجات الشعبية والحرف والمشغولات اليدوية !

وعادة ارتبطت صفة الأسر المنتجة بعمل أفراد الأسر المحدودة الدخل، ثم توسعت لتشمل استثمارات الإنتاج المنزلي ومباسط العائلات المرخصة في أماكن بيع الأطعمة، ومنذ البداية كانت العاطفة جزءاً من أسباب نجاح هذه الأنشطة، حيث شكلت رغبة المجتمع في دعم هذه الأسر وتوفير مصدر الرزق لها لتلبية احتياجاتها سببا مهما لإقبال المتسوقين عليها !


لكن صفات أخرى لصقت بها لاحقا، ومنها الانطباع عند البعض بالمبالغة في أسعارها وضعف الرقابة على جودة منتجاتها وخضوعها لمعايير السلامة الصحية، وهناك قلة من الأسر المنتجة استغلت الجانب العاطفي في السعي لجني أكبر قدر من الأرباح من المبالغة في الأسعار، مما أساء للأسر المنتجة بإخلاص وأمانة، ودعا إلى ضرورة تحويل هذه الأنشطة إلى أعمال تجارية مرخصة تخضع لمعايير جودة وعرض وطلب السوق دون تأثير عاطفي !

وشخصيا ما زلت أميل للتعامل مع الأسر المنتجة بحثا عن اللمسة الشخصية في المنتجات، وهي لمسة أصبحت مفتقدة في الإنتاج التجاري الواسع، لكنني أصبحت أكثر دقة في فحص الجودة وتمحيصا في عدالة السعر عند الشراء خشية أن أساهم في تعزيز وجود المتاجرين بصفة الأسر المنتجة والمستغلين للعاطفة لتحقيق الربح غير العادل !

أما المزعج فهو دخول بعض التجار التقليديين على الخط ومزاحمتهم الأسر المنتجة الفعلية في مساحاتها، وجشعهم لمشاركة الكعكة، وهذا يتطلب حماية الأسر المنتجة من المتاجرين بالعاطفة والمتسلقين على أسوار حاجة هذه الأسر لطلب الرزق !