-A +A
خالد السليمان
يبدو أن أوروبا قررت التعايش مع فايروس كوفيد-١٩ كمرض متوطن محليا، فالعديد من قادة دول أوروبا خرجوا ليعلنوا صراحة أن الواقع يفرض التعايش مع الفايروس وأن استعادة الحياة الطبيعية باتت ضرورية !

وفي حوار تلفزيوني أجريته أمس مع وكيل وزارة الصحة للصحة الوقائية وعضو المجموعة العلمية الاستشارية في أصول الأمراض الجديدة والمستحدثة بمنظمة الصحة العالمية الدكتور عبدالله عسيري، في برنامج «في العلن»، وصف التعامل مع الفايروس بأنه بات أقرب إلى التعامل مع الانفلونزا الموسمية وأن التعايش معه بات واقعا !


لكن المشكلة التي تقلق الدكتور عسيري هي أن نسبة المحصنين في الدول الغنية تفوق نسبتها في الدول الفقيرة، وهو ما أشار له تقرير نشرته «عكاظ» أمس بعنوان «الأغنياء يتعايشون والفقراء لا حيلة لهم»، فالدول الفقيرة تعاني من نقص حاد في اللقاحات، وتقدر نسبة تلقي اللقاح في معظم الدول الأفريقية بـ٥٪ فقط مقارنة بدول وصلت فيها النسبة إلى ٨٥٪، وهو ما يعيق تعافي العالم ويعرقل جهود القضاء على الفايروس !

هنا تبرز مسؤولية المجتمع الدولي في مساعدة الدول الفقيرة، وفي حين أن المملكة خلال رئاستها لمجموعة العشرين قدمت مبادرة لتوفير اللقاحات للدول الفقيرة بالإضافة لتقديم دعم مالي تجاوز ٥٠٠ مليون دولار، فإن المسؤولية على عاتق الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية وغيرهما من المنظمات الدولية ما زال كبيرا تجاه هذه الدول !

باختصار.. قد نرى خط النهاية في بلادنا قريبا كما يراه الأوروبيون، لكن هناك دولا ما زالت أسيرة خط البداية، وفي سباق العالم مع جائحة كورونا لن يعلن أي فائز قبل أن يجتاز جميع المتسابقين خط النهاية !