-A +A
حمود أبوطالب
ربما هي المرة الأولى التي تحتفل فيها منطقة جازان بموسمها الشتائي بشكل مؤسسي شامل يوظف الكثير من خصائصها وإمكاناتها الطبيعية والبشرية. الشتاء في جازان مجازي، وإلا فهو أجمل فصولها دفئاً ومطراً وخصباً وانشراحاً للنفوس، تنعم المنطقة فيه بطقس خرافي يبعث مكنونات الجمال في الأرض بعد أن يعانقها خير السماء، لتصبح مقصداً للباحثين عن الدفء هرباً من قسوة شتاء مناطقهم، يقصدونها لينعموا بالبساطة والعفوية والنقاء والحميمية في كل شيء.

كنت أحد الحاضرين في حفل تدشين المهرجان الشتائي «هذي أيامنا» برعاية عرّاب تنمية المنطقة الأمير محمد بن ناصر، حفل بسيط وأنيق فيه رمزية وطنية جميلة وذكية ومعبرة، وبعد الحفل تفجر موسم الفرح في كل جازان، وانطلق الناس ليستمتعوا بالبرامج والنشاطات المتنوعة. تجولت تلك الليلة في المدينة مستعيداً ذكريات تخفق في القلب، وفي زمن كانت فيه جازان رغم كل جمالها الفطري، أرضاً وإنساناً، تعاني الأمرّين من الإهمال والتناسي، ومستعيداً أيضاً إطلاق شارة انتقالها إلى الزمن الجديد قبل عقدين من الزمن.


تميز برنامج شتاء جازان بنشاطات متنوعة ثرية ينفذها شباب وشابات المنطقة المبدعون في الثقافة والفنون المختلفة، يقابلون الزوار ببشاشة وود وترحاب، بل إن كل الناس هناك يعتبرون أنفسهم ضمن فريق العمل بحماس وأريحية. يستحق كل المشرفين والمشاركين في تنظيم هذا الموسم الشكر والتقدير على جهودهم الكبيرة، ولهم علينا حق تجاوز أي تقصير أو خطأ غير مقصود.