-A +A
رامي الخليفة العلي
الإرهابي حسن نصرالله زعيم مليشيات إيران في لبنان أهون من أن يؤثر أو يسيء إلى المملكة العربية السعودية، فأين الثرى من الثريا؟ بل إن كل ما جاء على ذكره زعيم التنظيم الإرهابي هي صفات يتمتع بها التنظيم وممولوه وداعموه. فمن هو الذي يحمل فكراً متطرفاً ويطبقه سلوكاً وممارسة؟ أليست هي المليشيات الإرهابية المنتشرة في المنطقة ومن يقف وراءها؟ من هو الذي يصدر الإرهاب يمنة ويسرة ويدعم مليشيات إرهابية في معظم دول المنطقة؟ أليس هو النظام الإيراني وأتباعه؟ ثم من هو رأس الحربة في الحروب والنزاعات التي تشهدها دول المنطقة التي عاث بها خرابا ودمارا؟ أليس هو تنظيم حزب الله الإرهابي؟

الإرهابي نصرالله لم تكن كلماته موجهة إلى المملكة فهو يدرك أنه لا يدانيها ولكن كلماته أرادت الفتنة كما هي عادته، ألم تعمد عناصره إلى وضع الرموز الطائفية والمذهبية على مساجد القصير عندما اجتاحتها المليشيات الإرهابية؟! كلمات نصرالله تنضح بالطائفية والمذهبية وهذه ليست قراءة لما بين السطور وإنما تقرير واقع، بل إن هذا هدف الجماعة الإرهابية التي تبخرت كل أكاذيبها عن المقاومة والممانعة، حتى في أكثر المناطق التي تعتبر خزاناً لمؤيديها، في جنوب لبنان على سبيل المثال لا الحصر شهدنا جميعاً المظاهرات التي تعترض على الطبقة السياسية بما فيها الجماعة الإرهابية. سقطت مقولات المقاومة وسقطت أكاذيب المظلومية وأراجيف الحروب العبثية فبات نصرالله بحاجة إلى ما يشد به عصب حاضنته فوجد في الخطاب الطائفي ضالته ومن غير المملكة تحمل في قلوب كثير من اللبنانيين وفي ضمائر المسلمين مكانة خاصة تجعل المساس بها استفزازياً لأبعد الحدود، ويفتح دائرة الفعل ورد الفعل في دائرة جهنمية يريدها حزب الله ومشغلوه.


وفي هذه الدائرة يكمن الهدف الآخر لحزب الله وهو إدخال جميع اللبنانيين في مجموع رهائنه كما هو حال لبنانيي الداخل، وهذا الهدف تجلى في أكاذيب نصرالله حول أوضاع اللبنانيين في المملكة وكذا في دول الخليج الأخرى، فالمملكة لم تأخذ اللبنانيين بجريرة التنظيم الإرهابي، وهي أكدت ذلك في كل مناسبة، ولكن حسن نصرالله يريد استفزاز المملكة حتى تتخذ إجراء يستطيع أن يزايد عليه، فتصبح بلاد الأرز رهينة له عندما يعود هؤلاء العاملون إلى لبنان وهو الذي يعيش في كارثة اقتصادية غير مسبوقة.

أما الهدف الثالث فهو يتجلى في رغبة حزب الله الإرهابي ومشغليه الانقلاب على أجواء التهدئة التي سادت في المنطقة خلال الأسابيع الماضية، وكذا إغلاق قنوات الحوار التي فتحت بين الرياض وطهران، فهذا الحزب الإرهابي لا يستطيع أن يعيش إلا في أوقات الحروب والكوارث والتوترات.

إذا أرادت إيران أن تكون جزءاً من المنطقة وأن تبني علاقات حسن الجوار فمن أولى الخطوات أن تلم زعرانها وصبيانها، وإذا لم تفعل ففي المنطقة من يستطيع فعل ذلك وما هذه الهستيريا التي أظهرها زعيم المليشيات الإرهابية إلا دليل على حجم الضغط الذي يشعر به بعدما اتخذت دول مجلس التعاون بعض الإجراءات ضده، وهذا ليس إلا النزر اليسير مما في جعبة هذه الدول.