-A +A
حمود أبو طالب
كل المؤشرات تؤكد أن العالم قد بدأ الدخول في موجة جديدة من متاعب كورونا بسبب ظهور المتحور الجديد أوميكرون. هكذا هي طبيعة بعض الفايروسات المسببة للأوبئة والجوائح، كلما كان انتشارها واسعاً في بيئات مختلفة ذات خصائص بيئية وبشرية مختلفة، وبإمكانات غير متساوية في المكافحة ووسائل السيطرة، كانت إمكانية ظهور متحورات جديدة واردة بشكل كبير، ولكن بسبب تراكم المعرفة العلمية عن خصائص الفايروس واستطاعة معامل الأبحاث إنتاج اللقاحات المضادة، يصبح التعامل مع الموجات الجديدة أفضل في حال الالتزام بتوصيات الجهات الصحية المتخصصة.

الضيق بالقيود والالتزامات الصارمة والتعليمات المشددة طبع بشري لا يختلف فيه أحد عن أحد، كل إنسان يريد أن يمارس حياته بحرية وانطلاق، ولكن للظروف أحكام وتهاون شخص قد يؤدي إلى ضرر المجموع، كثير من دول الغرب عادت إلى المربع الأول بسبب الاستعجال في الانفتاح دون خطط مرحلية مدروسة، وأيضاً بسبب الفهم المغلوط لحرية تلقي اللقاح أو رفضه، هذه ليست حرية ولا ديموقراطية عندما يتضرر المجتمع بأكمله وتتعطل مصالحه لأن بعض أفراده لا يريدون أخذ اللقاح كحق من حقوقهم.


التجربة السعودية في مكافحة كورونا أصبحت مثالاً مبهراً للنجاح من كل الجوانب، الجهود التي قدمتها الدولة بمختلف قطاعاتها وما زالت تقدمها لا نظير لها في معظم دول العالم، ووعي المجتمع وتجاوبه والتزامه كان مثالاً راقياً للمسؤولية، ولذلك حققنا نتائج متميزة بفضل الله. والآن نحن مثل غيرنا من الدول نواجه خطر الموجة الجديدة، الحالات بدأت تزداد تدريجياً، لكن الاستعدادات الكبيرة متوفرة، ووزارة الصحة بدأت تطبيق إستراتيجية جديدة للتعامل مع الوضع الراهن، فالرجاء كل الرجاء ألا نتهاون بالتعليمات وأن نلتزم بها بشكل تام، بعيداً عن الشائعات والمنقولات التي لا علاقة لها بالعلم.

دعونا نستمر في الحفاظ على سلامة مجتمعنا ونستمر في تسجيل النجاح كشعب واعٍ متحضر وملتزم.