-A +A
منى المالكي
لا يمكن الحكم على جودة الصورة أو رداءتها إلا إن تمكنت من مقارنتها بصورة أخرى هكذا يكون الحكم صحيحا! وبهكذا قياس يكون الحكم على الأشياء حولنا أيضا. ونحن نعيش هذا التحول الوطني العظيم الذي سار بمنتهى السلاسة وبجودة عالية في حوكمة الأنظمة والقوانين لا بد أن نقارن ما حدث بماذا كان عليه وضعنا سابقا، ولا أقصد هنا محاكمة الفترة السابقة لأننا عندما نقف على أطلال ما مضى ونبدأ في استرجاعه بالسخرية أو الشماتة أو نصب محاكم التفتيش لبعضنا البعض نكون قد سقطنا سقوطا مريعا في مرحلة سابقة لا نستطيع الخروج منها للإصلاح أو تعديل المسار فنحن قد أصبحنا أسرى الماضي! ولكن الحديث عن المرحلة السابقة لا بد أن يكون دراسة تحليلية نخرج منها بنتائج موضوعية تخدم استمرارية اللحظة الراهنة بتحولاتها المهمة والأهم الحفاظ على المكتسبات من خلال معالجة الأخطاء وتدارك الزلات، وهذا لا يمكن أن يعيب خطط التحول أبدا، لأن التغيير هو سمة أصيلة لتحقيق جودة العمل وتطويره.

عند حضوري لمؤتمر «تمكين المرأة ودورها التنموي في عهد الملك سلمان» الأسبوع الفائت في رحاب جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، بدءا من حفل الافتتاح وانتهاء بنتائج وتوصيات المؤتمر حرصت على رصد بعض النقاط المهمة لا سيما أن المؤتمر يتخذ من المرأة وتمكينها شعارا له، فالمرأة كانت أحد حصون الحرب الطاحنة في المرحلة السابقة والوقوف ضد أي خطوة تمكينية لصالحها كانت تعد خسارة لمجموعة رأت نفسها وصية وحارسة لفضيلة المجتمع! الحفل تنظيميا كان يدار من قبل مجموعة من الشباب والفتيات يحرصون جميعا على خدمة الحضور ولم ألحظ أن هناك تحفظا يثير الريبة أو تعاملا بحسب الجندر، فالكل يعمل من أجل هدف واحد هو نجاح المؤتمر فقط، فالفيصل الوحيد هنا هو العمل والعمل فقط.


نأتي إلى عناوين الأوراق التي درست المرحلة الراهنة بعناية ودقة وهذا يحسب للجنة العلمية للمؤتمر التي وفقت كثيرا في اختيار الأوراق العلمية التي ناقشت التحولات في أنظمة تمكين المرأة تشريعيا وأكاديميا وإعلاميا، فهذه الأوراق المهمة أفضت إلى نتائج وتوصيات أكدت على وجوب تغيير الصورة النمطية للمرأة السعودية في المحافل الدولية، وتجديد الخطاب المجتمعي المعزز لمكانة المرأة السعودية من خلال برامج إعلامية وثقافية، كذلك تحسين الصورة النمطية غير الواقعية عن المرأة السعودية بدعوة مؤسسات الإعلام الدولي للاطلاع على مؤشرات تمكين المرأة السعودية من مصادرها الموثوقة.

نصل أخيرا إلى نتيجة مهمة وهو أننا عشنا المرحلة السابقة وهما كبيرا اسمه «المرأة» التي إن خرجت من حدود قلعة رسموا لنا خطواتنا بداخلها وكيف نعيش ومتى نتنفس! ما هو إلا سلاح استخدمه البعض لمصالحهم الخاصة فقط، وما يختلقونه من قصص حول انفلات المرأة الآن ما هو إلا الرهان الأخير أيضا الذي يخسر أمام مشروع جبار اسمه «تمكين المرأة».