-A +A
ريهام زامكه
البارحة أعطيت (عقلي) إجازة، وتجردت من كل شيء إلا قلبي، كان جوّي عليل، ومزاجي عال العال، فقد سهرت على ضوء الشموع (معي) لوحدي، وتبادلنا الأحاديث والضحكات وكثيراً من (النميمة) وقليلاً من (الشتيمة) حتى لا تحصل بيني وبيني مشكلة ثم (ابتلش) في نفسي!

ابتدأت سهرتي بهدوء وأنا أسمع (Soft Music)، وانتهت -بغير حولٍ مني- وأنا أهز و(أطق رقبة) على أغنية موضي الشمراني:


«يا هلي الروح تعبانة، جيبولي دكتور نفسية»!

ولا أخفيكم قبل أن أخلد إلى النوم من باب: «نوم الكاتب عباده»، تذكرت غرضاً ثميناً يخصني وفقدته، وبحثت عنه في أغراضي الشخصية لكني لم أجده!

بحثت وبحثت دون جدوى، فتعبت واستسلمت ونمت ليلتها نومة شبيهة «بنومة أهل الكهف»، وعندما استيقظت سألت أهل بيتي (نفراً نفراً) عن ذلك الغرض الذي فقدته، ولكن الجميع لا يعرفون عنه أي شيء ولم يرونه!

استعوضت الله فيه وقلت خلاص يا بنت طارت الطيور بأرزاقها، وبصراحة ساورني الشك في العاملات إن إحداهن ذمتها وسيعة و(لطشته) لكن ما باليد حيلة.

المصادفة الغريبة التي حدثت معي يومها، هي إنني وأثناء (طقطقتي) المعتادة على الآيباد قرأت خبراً على ذمة «أحد المواقع» يقول:

استنكر الشيخ المصري خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، تعقيب داعية على سؤال شخص حول أنه «تم سرقة الذهب من خزنته، وأن السرقات تتوالى والذهب ينقص، والخزنة مغلقة بأرقام سرية».

وأن الشيخ قد أفتى له بأن هناك جنّاً مُسلطاً عليه، بقوله: «من حيث الأصل فإن للشيطان قدرة على سرقة الأشياء من الناس»!

وقد عقّب الشيخ خالد الجندي مُستنكراً تلك الفتوى بقوله:

«دي ليلة سودة».

ومن جهتي أقول؛ أي والله يا شيخ «دي ليلة مطينة بطينة»، فأنا من بعد هذه الفتوى «ضربت أخماس بأسداس» واستبعدت شكي بالعاملات المسكينات في سرقة أغراضي، وبدأت أفكر في أن هناك جنّياً (حرامي) مُتسلطاً عليّ ويسرقني، لكني (تبرجلت) حين حكّمت (ما تبقى من عقلي)، فكيف لجنّي أن يسرق إنسيّاً؟ أو يعاشر امرأة من طين وهو من نار وتحبل منه، أو يتزوج في الأساس من جنسنا؟!

رُبما قد يستطيع الجنّي تلبُس الإنسي وإيذاءه والوسوسة له، لكن أن تكون لديه القدرة الخارقة على سرقته أيضاً فأعتقد أن هذه من الخُرافات! فقد نسج الإنسان طوال حياته العديد من القصص والأكاذيب حول عالم الجّن والشياطين وصدقها، فألبسنا الجّن كل (بلاوينا) من سرقات وحسد وسحر ودجل وشعوذة، وأفتينا وألفنا في هذا العالم الخفي ما لم يكن يعلم عنه الإنسان من قبل سوى الأساطير.

لكن انتظروا قليلاً من فضلكم؛ فأنا وقبل أن أودعكم وأنهي هذا المقال (المَعفرتْ) فقدت أيضاً غطاء قلمي الذي أكتب به الآن لكم، ولا أدري حقيقةً أين (ذلف)، صدقوني الأمر ليس طبيعياً!

لكن وعلى أية حال؛ لا تقلقوا مني أو عليّ، فالأمر واضح وأعتقد في بيتنا (جنّي)؛ لذا أرجو من أي شيخ فاضل وجليل يقرأ مقالي أن يتواصل معي ليأتي مشكوراً ويقرأ على بيتنا المسكون بالجّن والعفاريت،،، وأنا!