-A +A
ماجد قاروب
لن يذهب حق وراه مطالب هي العبارة واللقطة الأخيرة لأحد روائع أفلام سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة في فيلم ليلة القبض على فاطمة، فيلم جسدت فيه دور الأخت التي ضحت بكل شيء لأجل الأخ فكانت أيضاً الأم في الحنان والعطاء والبذل وانتهت بعضلها من شقيقها الذي جسّد دوره الممثل صلاح قابيل الذي جسّد قمة النذالة والميكافيلية ونكران الجميل والمعروف، بداية من خطيبها الذي تم سجنه وظلمه بالبلطجة القانونية والقضائية باستغلال النفوذ والسلطة والرشاوى وكان الممثل القدير شكري سرحان من قام بدور الخطيب العاشق الذي ضاع عمره في انتظار الزواج من خطيبته.

فيلم كان من لحظات الإبداع الفني والثقافي والموسيقي الذي أبدع فيه عمر خيرت الذي لا نزال نستمع إلى وصلاته الموسيقية الرائعة عبر الأجيال قصة الفيلم الواقعية تجسدت فيها قمة العطاء وقمة الخيانة، فيها من قضايا العضل والجبروت العائلي بالإيذاء النفسي والعاطفي والمالي وخيانة العشرة والمعروف والصداقة والأمانة وكيف أننا نتعامل مع أشباه الرجال جسدياً فقط أما واقعهم فهو أبعد ما يكون عن الرجولة والشهامة.


الرجولة ودلالتها على قوامة الرجل على أسرته ورعيته تستدعي الصرف والبذل والعطاء والتضحية لا أن يستغل المظهر الرجولي في سوء العمل والتصرف وقهر الأهل والأبناء ووالدتهم وابتزازهم عاطفياً ودينياً بل وجعلهم سخرية له ليقوم بالزواج من أخرى وغيرها متتبعاً شهواته الجنسية وضعف شخصيته في القدرة على تحمل المسؤولية الحقيقية تجاه الأبناء شرعاً وقانوناً.

هذا الفيلم وغيره مثل (أريد حلاً) أيضاً لفاتن حمامة ورشدي أباظة، وفيلم دكان شحاتة، ومسلسل المال والبنون، ولن أعيش في جلباب أبي، كلها أعمال فنية وغيرها كثير تحاكي واقع أشباه الرجال وظلمهم وتسلطهم وهو ما سبق أن أشرت إليه في مقالات سابقة نشرت هذا بـ«عكاظ» بعنوان (المرأة وأشباه الرجال)، (الجد والزوجة الثانية)، (التخبيب والزوجة الثانية)، (المرأة بين العدل والموارد البشرية)، ( المرأة والشركات والتركات العائلية)،

هذا يضع دوراً مهماً جداً وخطيراً لجمعيات حماية الأسرة ومن يتخصص في كل شؤون الأسرة والطفل والمرأة وكبار السن وغيرها لحمايتهم من جميع أنواع العنف والإيذاء، ويضع دوراً كبيراً على وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية وضرورة الربط والترابط مع الأمن العام ووزارة العدل ومحاكم الأحوال الشخصية تحديداً لوقف جميع أنواع الاعتداء والإيذاء ضد الأسرة والأطفال والآباء والأمهات والزوجات لتكون الوزارة وأدارتها المعنية هي المدعية والحامية لحقوقهم في مواجهة جميع أنواع العنف والإيذاء بحيث يجب أن تتدخل وجوبياً وبصورة فورية مع كل صك طلاق يصدر للتأكد من عدم إيذاء الأطفال ووالدتهم.

الفيلم كان رسالة والواقع يؤكد الحاجة لالتقاط الرسالة والتفاعل الإيجابي معها لتحقيق الغايات والأهداف الشرعية والقانونية لحماية المجتمع والأسرة والأجيال.

هذا الفيلم أعتقد أن له أثراً في توجهي لدراسة القانون والعمل محامياً للعمل في مهنه شريفة أساسها الدفاع عن الحق ورفع الظلم عن العباد بالشراكة مع القضاة.