-A +A
مي خالد
في أول يوم لي في المدرسة في الصف الأول الابتدائي بعثت أمي معي علبة كبيرة من بسكويت. كي أوزعها على زميلاتي في الصف.

هذه هي الطريقة التقليدية المختصرة لتكوين الصداقات في المرحلة الابتدائية، ففي الطفولة المبكرة تعتبر الصداقة شيئاً يتم شراؤه، من خلال صفقة الحلويات أو غيرها من الوجبات الخفيفة اللذيذة. ثم تنمو الصداقات من خلال الاهتمامات المشتركة والأنشطة اللاصفية. لكن الصداقة التي تصمد أمام اختبار الزمن هي تلك التي تتسم بالتعاطف المتبادل وروح الدعابة والصدق والولاء والثقة والاحترام.


ونظراً للوقت الكبير الذي يقضيه الطلاب في المدرسة، يلعب المعلمون دوراً في دعم الطلاب لتكوين صداقات إيجابية عبر تنمية مهارات التعامل مع الآخرين بشكل صريح مثل التعبير عن الآراء بطرق بناءة، واحترام الاختلاف، والاهتمام بمشاعر الآخرين. وأيضا عبر توفير الوقت والمساحة والفرص للطلاب للعمل أو اللعب مع الطلاب الآخرين، والتعرف على أصدقاء جدد والحفاظ على صداقاتهم الحالية، لكن حسب مشاهداتي وتجربتي الخاصة ما يفعله كثير من معلمينا في المدارس عكس هذا تماما، حيث يشتتون الأصدقاء بين الصفوف ويمنعونهم من الالتقاء في ساحات اللعب للأسف.

المحظوظ من طلاب المرحلة الابتدائية من يحافظ على صداقته حتى يصل للمرحلة الثانوية وما بعدها، حيث أظهرت الأبحاث أن هذا قد يكون له تأثير إيجابي على الأداء الأكاديمي للطالب ولصحته العقلية كذلك.

لذا على أولياء الأمور أن يراقبوا صداقات أطفالهم الجيدة في المرحلة الابتدائية ويدعموها، خاصة أن الأبحاث قد وجدت رابطاً إيجابياً بين الصداقات عالية الجودة والنتائج الأكاديمية الأفضل. كما أن هؤلاء الطلاب يعانون من ضغوط أقل في يومهم الدراسي.

وهناك بعض الاستراتيجيات العامة القائمة على الأبحاث التربوية التي أثبتت أنها تساعد في تكوين الصداقة، حيث يمكن لأولياء الأمور اتباعها، فمنذ البدء حاول أن يلتحق طفلك بمدرسة ذات تنوع ثقافي، ففي مثل هذه البيئة المختلطة تقل فرص الإيذاء حسب الدراسات.

أخيرا شجع طفلك على المشاركة في الأنشطة اللامنهجية مثل الرياضة والفنون الإبداعية أو الرحلات الكشفية لتوسيع شبكاتهم الاجتماعية.