-A +A
حمود أبو طالب
لا نريد أن ندخل في كيفية «هندسة» خروج الحكومة اللبنانية الجديدة برئاسة نجيب ميقاتي بعد مخاض طويل لم يكن يُنبئ بظهور مولود سليم، ولكن كان الأمل أن يولد بتشوهات أقل مما خرج به، حكومة تم تفصيلها ليستمر لبنان ضحية المقايضات الدولية مع اللاعب الإيراني، بتواطؤ اللاعبين اللبنانيين الذين لا يهمهم أن يتوقف نبض لبنان نهائياً ويُعلن موته الدماغي طالما استمرت مكاسبهم الملوثة.

ما يهمنا هو خطاب السيد نجيب ميقاتي الذي ذكر فيه ما معناه أن حكومته ستطرق الأبواب العربية لمساعدة لبنان لأنه جزء من المكون العربي وسيبقى كذلك، وعندما يقول ذلك فإن المعنى المباشر لقوله هو جلب مساعدات اقتصادية ودعم مالي، وهذا يعني بشكل مباشر أيضاً الإشارة إلى الدول الخليجية، وبشكل رئيسي المملكة، وهنا لا ندري كيف يتوقع السيد ميقاتي من دول تأذت كثيراً من السياسة اللبنانية التي يقودها حزب الله وحلفاؤه، وسمعت فاحش القول بحقها من أزلامه في مؤسسة الحكم، والنكران والجحود لكل الدعم الكبير الذي قدمته للبنان على مدى العقود الماضية، وانتشاله من براثن الحرب الأهلية وإعادة الحياة إلى جسده، لا ندري كيف يتوقع السيد ميقاتي من هذه الدول أن تضخ المال من جديد في الخزانة اللبنانية وهو بهذا الحال من الفساد والاهتراء السياسي بوصاية حزب تديره طهران ويفخر بولائه وعمالته لها، وهي عاصمة النظام الذي يحلم ببسط نفوذه على كل ما هو عربي.


لقد تسامحنا وتجاوزنا كثيراً يا دولة الرئيس لأننا نحب لبنان ونحب شعبه المنكوب بسياسات حكوماته المستجدة، لكننا أصبحنا لا نرى منه سوى ما يسوء، وبعد أن كانت تديره زعامات عريقة أصبح مختطفاً من حزب تصدير المخدرات والإرهابيين والمرتزقة والمخربين الذين يعيثون فساداً في أوطاننا، وليس من المنطق أن تتوقع دعماً منها يرتد عليها.

أعيدوا لبنان أولاً إلى حضنه العربي، وأنقذوه من سوء المنقلب الذي يريده له حزب الخراب، وعندها لكل حادث حديث.