-A +A
ريهام زامكه
بعض الأصدقاء (يغثونا) ويرسلهم الله إلينا (كعقوبة) لا نستفيد منهم ولا نجني من ورائهم إلا (البلاوي) بشتى أشكالها.

من الذي قال: (سلامٌ على الدنيا إن لم يكُن بها /‏‏‏ صديقاً صدوقاً صادق الوعد مُنصفا)،، لأقول له: هلا والله وعليكم السلام !


يقولون صديقُك من صدَقَك لا من صدَّقك، بمعنى أن الصديق الحقيقي هو الشخص الصادق معك. ولا أدري ما الذي فعلته في حياتي ليعاقبني الله بصديقات (كذّابات) بنمرة واستمارة !

فهذه صديقة -غير صدوقة- قد طلبت مني بإلحاح الاعتناء (بكلبها غير المُحترم) لحين عودتها من رحلة قصيرة في ربوع بلادي، وقد أوهمتني إنه كلب ودود ولطيف للغاية، ومن (قرادتي) وافقت على طلبها مُرغمة لا بطلة، مرت الأيام بسلام وعادت أختنا في الله من رحلتها، فاتفقنا أن نلتقي في مكانٍ ما لتستلم كلبها (غير المتربي).

طلبت من السائق أن يخرجه لي ويضعه في شنطة السيارة، ومن سوء حظي لم يُحكم إغلاق القفص جيداً ولم انتبه أنا لذلك.

(دقيّت سِلف) كما يقول الشباب وانطلقت وأنا مُنطربة ومُنشكحة (أطق رقبة) وأستمع إلى أغنية مُنقرضة تقول:

(إمتى أنا اشوفك يا كامل وصوفك، متى متى قولي بتسمح ظروفك؟).

ويبدو أن حالة الانطراب التي تلبّستني قد انتقلت إلى الكلب وأعتقد أني أُهديه الأغنية، فقرر أن يكسر الحواجز بيني وبينه في منتصف الطريق ويخرج وكأنه يقول لي:

(عاش من شافك، يا كامل أوصافك).

وما أن التقينا (Face To Face) حتى (دعست) على الفرامل بكل ما أوتيت من قوة وخرجت فوراً من السيارة، وكان هُو ينظر إليّ من النافذة ويمدّ لسانه ليغيظني !

ولولا سِتر الله لكنتم قد قرأتم اليوم في صفحة الحوادث عن: «حادث بسبب كلب،، والسائق امرأة»، وحينها (إيش يفُكنا) من جماعة لن تقودي، لن تقودي !

حقيقةً؛ وضعني الكلب في موقف (كلبي) لا أُحسد عليه، فتأكدت إنني في ورطة، فهُو غير أليف أو اجتماعي وليس لطيف على الإطلاق.

فكرت كيف أستطيع أن أخرج من هذه الورطة وأدخل إلى سيارتي بسلام مجدداً؟ واتصلت عليّ في هذا الوقت صديقتي تسأل عن مكاني، فرددت عليها بكلمات غير صالحة للنشر.

وبعد أن استسلمت وتأكدت إنني في ورطة فكرت أن أطلق سراحه، ثم أرسل الله لي شخص شهم، دخل مُضحياً للسيارة وتعارك مع الكلب في واقعة أسميتها معركة «ابن الكلاب» وأبشركم انتهت ولله الحمد بالانتصار على الكلب وترويضه.

فشكرت الرجُل على شهامته وشجاعته، وقررت أن أقطع علاقتي بصديقتي إلى الأبد.

لكنها (قروشتني) بعد ذلك باتصالاتها، واعتذاراتها، وأرسلت لي تسأل: طيب والعيش والملح اللي بيننا؟

فقلت لها: الملح داب والعيش أكلته الكلاب.

وأغلقت الخط في (وجهها العِكر).