-A +A
أسامة يماني
كثيرون يقاومون التغيير لأنهم ألفوا ما تعودوا عليه. يدخل البعض في صراع حقيقي بين قناعاتهم والواقع المتغير. التغيير قاعدة لا يستطيع كائن من كان أن يوقفها.

إن التغيير سنة من سنن الحياة. فالتغيير جوهر وكنه الحياة. لأن التغيير يعني الحيوية والحراك سواءً إيجابياً أو سلبيًا. حتى لو لم نرَ التغيير الذي يحصل فلا يعني ذلك عدم وجوده.


أجسامنا تتغير وتتشكل من لحظة التكوين إلى لحظة الوفاة. يرى الفيلسوف الإغريقي هرقليطس أن «الوجود في تغير دائم وتدفق مستمر»، مشيرا إلى أن كل شيء يتحول باستمرار ولا يستقر على حال. فالوجود كما النهر، ينساب باستمرار. فإذا وضعنا أقدامنا في النهر الجاري، لن تنساب عليها قط نفس المياه التي غمرتها في اللحظة السابقة. لهذا خلص هذا الفيلسوف إلى أنه «لا شيء ثابت في الوجود سوى التغيير».

التغيير ليس الزمن، بالرغم أن البعض يربط التغيير بالزمن. وهذا مفهوم خاطئ للزمن. وقد عانى الفلاسفة والمفكرون من مفهوم الزمن المراوغ، كما أشار إلى ذلك أستاذ الفيزياء كارلو روفيلي في مقاله «الصراع حول مفهوم الزمن».

ولعل من بين أبرز اكتشافات الفيزياء الحديثة -إن لم يكن أكثرها لفتاً للنظر- أن الزمن في الطبيعة يعمل بصورة لا يتصورها حدسنا المألوف، حين يتدفق بسرعات متفاوتة اعتماداً على مكانك والسرعة التي تتحرك بها في الكون.

فالزمن متغير وليس كما يتصور البعض أنه عنصر لا يتغير.

لهذا إن تقبلنا للتغيير باعتباره جزءا ضروريا وطبيعيا من الحياة سيكون سببا في جعل حياتنا تمضي بسلاسة وانسيابية.

وقد ظهر مصطلح إدارة التغيير سواء إدارة التغيير في العمل أو إدارة التغيير في المشاريع ليتماشى مع حقيقة أن التغيير سنة من سنن الحياة يجب أن نقبلها ونتعامل معها.

التغيير يتطلب منا التحرك من الوضع الحالي الذي نعيشه إلى وضع جديد أكثر كفاءة وفاعلية. لهذا نجد أن التغيير الإيجابي هو سر النجاح والريادة والفلاح. لذا أقبل على التغيير لأنه المستقبل وصنع التغيير من خلال الجهد المنظم والمخطط لتحقيق أهداف التغيير.