-A +A
عبدالله الحمدان
داخل تلك المدينة الكبيرة.. درجة الحرارة مرتفعة.. تقارب الأربعين وتزيد قليلاً..

البنيان يحاصرهم من كل جانب..


في أحد المنازل.. حالة من الارتباك في المكان.. الأصوات بدأت ترتفع..

نداء يشبه الاستغاثة.. صوتٌ كما الهرولة..

قرقعة المفاتيح الحديدية في جيب ذلك الثوب الأبيض صوتها بدأ ينخفض تدريجياً.. ها هو يتلاشى الرجل يبدو مسرعاً.. درجاتٌ تقارب الثلاث عشرة درجة بقيت منها اثنتان.. ها هو يقفز كالعداء.. باب السيارة يُفتح.. صوت المكينة يصدح في إحدى الحارات.. دوران العجلات بدأ يتسارع..

نعم ها هو.. توقف.. لقد وصل..

مبنى أبيض أمامه الكثير من المارة.. الجميع منشغلٌ بنفسه.. سيارة من نوع سيدان بداخلها حسناء.. تئن.. تصرخ.. تتألم..

بابٌ يُفتح.. كرسي متحرك على جنباته عجلات يدفعها شابٌ بزي أخضر.. ينادي.. أفسحوا الطريق..

الممرات مكتظة.. العربة تتسارع ها هو المصعد الكهربائي.. الوجهةُ إلى الدور الثاني..

فتح المصعد أبوابه.. ممراتٌ بيضاء مملة.. لوحاتٌ إرشادية.. هو يعرف طريقه.. يستعد للتوقف.. نعم لقد وصل وجهته..

بابٌ بدرفتين يُفتح من الجهتين.. غرفه يميل لونها للرمادي الفاتح.. المشهد تنقصه الأنفاس..

دفع الباب بيده ثم سرعان ما أغلقه.. إشارة عدم الإزعاج الحمراء مضيئةٌ فوق ذلك الباب.. الكل ممنوع من الدخول..

ثوانٍ سريعة تحولت إلى دقائقَ بطيئة ثم إلى ساعاتٍ طويلة.. كما سير السلحفاة..

قلق.. توتر.. تأمل.. هدوء..

بالخارج ينتظرون.. يدُ أحدهم تمتد صوبَ عقارب الساعة.. انتهى الوقت..

الجميع يتجهون نحو باب الخروج.. العربة المسرعة تحولت إلى فارغة ومطوية..

الرجل ذو الزي الأخضر غادر المشهد..

أحدهم جاءَ مبتسماً هذه المرة ولكن بزيٍ أبيض.. أخرج قلماً من جيبه.. رفع معصمه الأيمن ثم وضع الورقة فوقه.. نعم يبدو أنه أشول..

بدأ يكتب.. دوّن التاريخ.. مررَ الخبر.. ثم أعاد القلم إلى جيبه وذهب.. تاركاً لهم تلك الورقة بعنوان «الجمعة ١٣» مبروك رزقت ابنتكم بطفلين.