أخبار السعودية | صحيفة عكاظ - author
--°C
تحميل...
⌄
لوحة القيادة
خروج
الرئيسية
محليات
سياسة
اقتصاد
فيديو
رياضة
بودكاست
ثقافة وفن
منوعات
مقالات
ملتيميديا
المزيد
الرياضات الإلكترونية
سعوديات
ازياء
سياحة
الناس
تحقيقات
تكنولوجيا
صوت المواطن
زوايا متخصصة
مركز المعلومات
⌄
لوحة القيادة
خروج
الرئيسية
محليات
سياسة
اقتصاد
فيديو
رياضة
بودكاست
ثقافة وفن
منوعات
مقالات
ملتيميديا
المزيد
الرياضات الإلكترونية
سعوديات
ازياء
سياحة
الناس
تحقيقات
تكنولوجيا
صوت المواطن
زوايا متخصصة
مركز المعلومات
الرياضات الإلكترونية
سعوديات
ازياء
سياحة
الناس
تحقيقات
تكنولوجيا
صوت المواطن
زوايا متخصصة
مركز المعلومات
تصفح عدد اليوم
عبدالله الحمدان
الثعبان في «مالبينسا»..!
في شمال غرب إيطاليا، وتحديداً في منطقة فيرنو - فاريزي، على بعد قرابة 40 كم من العاصمة ميلان، يقع مطار مالبينسا، وفيه تتداخل الوجوه الغريبة مع أصوات عجلات الحقائب وصدى النداءات المتكررة لآخر الرحلات المغادرة، وقفت وحيداً، عالقاً، تائهاً، وحقيبة ظهري محملة بكل ما أملك.
كانت الساعة تشير إلى ما بعد منتصف الليل، والمطار يلفه الصمت بعدما أغلقت معظم المحلات والمطاعم أبوابها. في هذه اللحظات مرت أمام ناظري الكلمات وتجمعت في عقلي على شكل ذكريات، ما بين مارك توين بأنه «يجب أن يسافر المرء ليتعلم»، وما بين مزاحات أبي فارس وشمعته التي كان ينادي بها مازحاً لكن عينيه تحكي جدية النصيحة: «الشمعة، حافظ عليها يا بني، فلتبقَ مضاءة، إياك إياك إياك»، لم أكن أعلم أنني سأتعلم الكثير في تلك الليلة تحديداً.
كانت رحلتي تلك قبل عشرين عاماً، وتحديداً في 2004، كانت أوروبا حينها تعيد تشكيل نفسها والعالم يقف على عتبة تحول رقمي هائل. في تلك الفترة، لم يكن هناك أي أثر للآيفون في حياتنا بعد، وكان مارك زوكربيرغ «مخترع الفيس بوك» لا يزال يحاول أن يجد طريقه في أروقة جامعة هارفارد في بوسطن الأمريكية، بينما كانت لعبة «الثعبان» على هواتف نوكيا تسرق أوقاتنا وتملأ فراغات الانتظار. وكانت المنتديات والنصائح الشخصية تحكم مصادر المعلومات الأساسية، بعيداً عن تأثير اليوتيوب ووسائل التواصل الاجتماعي التي لم تظهر بعد.
كنت آنذاك شاباً يافعاً في رحلة لم تكن سياحية بل كانت بحثاً عن العلاج الطبيعي، وحملتني الأقدار إلى التشيك، باحثاً عن تجارب تتجاوز حدود التقنية البسيطة التي عرفناها.
انطلقت من مطار جدة، حقائبي كانت محملة بكل ما أظن أنه ضروري. وضعت في حقيبة ظهري الصغيرة بنطالاً قطنياً وتيشيرتاً احتياطياً، دون أن أعلم أن هذه الخطوة ستنقذني لاحقاً. وبعد ساعات من الطيران، هبطت الطائرة في ميلانو الإيطالية، تأخرت الرحلة ساعة ونصف، وكان ذلك كافياً لفقدان رحلة الترانزيت إلى براغ التشيكية، ولم يكن الأمر يقتصر على فقدان الرحلة فقط، بل على فقدان حقيبتي أيضاً.
عندها أدركت أنني عالق في مطار مالبينسا دون حقيبة، دون خطة، شعرت بثقل اللحظة. حاولت التواصل مع شركات الطيران في صالة المطار، لكن المحاولات باءت بالفشل. ومع مرور الوقت، بدأت الخيارات تتلاشى؛ وكانت الحلول المطروحة أمامي محدودة، التوجه إلى ليبيا بعد أربعة أيام، المغرب بعد ثلاثة، أما القاهرة كانت بعد يوم ونصف. وهي أفضل الخيارات المتاحة، وكان يجب علي اتخاذ قرار سريع.
وأمام حيرتي وترددي آنذاك كان على جدران أحد محلات السوق الحرة شخصية ديزني فيتزيهو مولان وبجانبها عبارة «توقفوا عن القلق بشأن العقبات في الطريق واحتفلوا برحلاتكم» وكأن هذه الكلمات كانت موجهة لي، فقررت السفر إلى القاهرة.
قضيت يوماً ونصف في المطار، أتنقل بين الصالات، أحاول قتل الوقت بلعبة «الثعبان» على هاتفي. الجوع كان رفيقاً دائماً، وخففته بقطع من الكرواسون وعلبة ماء اشتريتها من آخر محل مفتوح في تلك اللحظات، شعرت بمدى بساطة حياتي مقارنة بما كنت أتوقعه.
في هدوء الصالات، قابلت سيدتين مسنتين، في صالة انتظار هادئة قادني لها موظف من خدمات المطار بعدما استوقفني وسمع بقصتي ومدة انتظاري. لكن سرعان ما طُلب مني بعدها بسويعات العودة إلى الصالة العامة لحاجتهم لإغلاق الصالة، وكأن القدر يصر على اختبار صبري، وعلى ذكر المطارات لهذا نشأت بيني وبين فيلم توم هانكس «تيرمينال» علاقة وطيدة، لهذا أشاهده كل فترة بلا ملل فحاله من حالي رغم اختلاف الأسباب.
كانت الرحلة قصيرة نسبياً مقارنة بما عشته في المطار. لكن بعد وصولي إلى القاهرة، قضيت يومين في انتظار حقيبتي التي تبيّن لاحقاً أنها أكملت طريقها إلى براغ. وبعد قرابة شهر من الاتصالات والمراسلات، وصلت حقيبتي إلى جدة. وعندما استلمتها، كانت شبه خاوية، وكأنها مرت برحلتها الخاصة التي لم تروِ لي تفاصيلها.
كانت هذه الرحلة بمثابة مدرسة حقيقية، تعلمت منها أن الحياة مليئة بالمفاجآت، وأن كل لحظة قد تحمل في طياتها حكاية تستحق أن تُروى، لم تكن تلك الرحلة كما خططت لها، لكنها أغنتني بتجربة لا تُنسى، وحكايات سأظل أرويها دائماً.
00:06 | 19-11-2024
حبر وأرق
يقول أبو الطيب المتنبي: «أرقٌ على أرقٍ ومثلي يأرَقُ.. وجوى يزيد وعبرةٌ تترقرقُ».
وكأن الأرق كان ضيفًا دائمًا على قريحة الشاعر، وعلى الرغم من مرور الزمن حتى يومنا هذا، يبقى الأرق عدوًا مشتركًا يجمع بين عقول الكتاب بل وحتى العامة.
أما الكاتب والأديب المصري أنيس منصور، فقد سجل تاريخًا طويلًا مع الأرق؛ وهو الذي عُرف بعادات خاصة، حيث كان يفضل الكتابة في الرابعة صباحًا، مرتديًا البيجاما وحافي القدمين، ولم يكن ينام إلا ساعات قليلة. حتى أطلق مقولته الشهيرة: «أنا مواطن في دولة الأرق».
يبدو أنني أصبحت أتشارك مع المتنبي وأنيس في بعض العادات، حيث باتت حكايتي مشابهة لحكاياتهما، ولم يعد النوم صديقي كما كان سابقًا. أتخيل أن نومي يتسلل بعيدًا كما لو كنا غريبين يلتقيان في رفوف الذكريات فقط. وأصبح ذلك المدعو بالأرق رفيقي الدائم، ينقل لي حكايات الماضي وأحلام المستقبل، ويسير بي في أعماق الأفكار التي لا تفارقني.
في كل ليلة، يغمرني الظلام، ويعترف لي الصمت بسر ثقيل. وعلى الرغم من الهدوء الخارجي، يدور الضجيج الداخلي في رأسي، ويبحث عن النوم كمن يبحث عن مفاتيح السيارة وهو متأخر، أو كمن يترقب كرة مشاري النمر في شباك بونو، أو كمن يحاول الغناء مع باتيستا في همسات الموسيقى الهادئة دون معرفة الكلمات!
أصبح النوم أشبه بفكرة بعيدة، كبريق شمعة في نهاية نفق طويل. فبعد يوم شاق، كنت أجد السكينة في النوم، أما الآن فلا مهرب من الأرق، وكأنه يسألني: «إلى أين يا أبا حمد؟».
النوم، ذاك الزائر المتعالي، عندما يأتي لا يُقدّر قيمة انتظاري، وحين يغيب، يخلف صحراء من السكون. في هذا العالم الفسيح، تبدو كل لحظة وكأنها أبدية، وكل فكرة تتكاثر كأنها رمال في صحراء العقل.
يا نوم، وش فيك؟ أين تلك الليالي التي كنت تهديني فيها سلامًا يتسلل إلى عروقي كصوت فيروز في صباح مشرق؟ أطاردك بين الساعات، كمن يبحث عن إبرة في كومة قش، أو كمَن يتتبع ظلال الكلمات في غرفة مظلمة. أحيانًا أشعر أن النوم هو ذلك الصديق الذي ينتظر بشغف أن أتعب حتى يأتي، ويختفي فجأة بمجرد أن أشعر بالراحة.
وفي رحلة السكون، يتحول الأرق إلى مصدر إلهام، تنطلق معه الأفكار وتتحرّر الإبداعات، حتى يجف معها حبر الورق.
00:17 | 18-08-2024
أهلاً بالأربعين..
قبل عقدٍ من الزمان، خطّ قلمي على صفحات الوقت مقالاً، عنوانه «ماذا بعد الثلاثين، يا عبدالله؟».
ذلك السؤال بقيت ذكراه في ذهني لا تغيب، وكأنه كُتب في الأمس القريب، عقدٌ مضى كالبرق، تسابقت فيه الأيام بأحداثها المتلاحقة وتجاربها المتنوعة، في إيقاعٍ أيامه متسارعة، رُسمت بلحظات من السعادة وساعات من الألم، ودقائق من الشدة والرخاء ودموعاً من الفرح والرضا سطرتها دفاتر الذكريات.
بفضاء هذا العقد، ودّعنا قلوباً كانت لنا يوماً مرايا للفرح، واستقبلتنا أحضاناً جديدة، رممت بحنانها كل أوجاعنا ورسمت في ملامحنا البسمة، وكانت لنا البلسم وروح العطاء في كل الأوقات.
«الثلاثين»، تلك المحطة التي حللت عليها ضيفاً شاباً تسكنه روح العزوبية، أقف على مشارفها الآن أيضاً شاباً ناضجاً وقائداً لربان سفينة جميلة عنوانها «الأسرة»، التي أصبحت معها اليوم أباً لأجمل طفلين أو رجلين إن صح التعبير في المستقبل القريب بإذن الله، هما لي السند في قادم الأيام «حمد وسلمان» النبض الذي يملأ قلبي بالحياة، والسعادة التي تغمرني في كل حين.
عقدٌ كتبت فيه الأحلام وشُيّدت معه الآمال ! فكما يقال «إذا كانت الثلاثينات هي الوقت لزراعة الأشجار، فإن الأربعينات هي الوقت للاستظلال بظلها». وإذا كانت الثلاثينات للنضج، فإن الأربعينات للتحمل، قريباً تنطوي صفحة الذكرى تلك، وتتجدّد في نفسي عزيمة الاستمرار برحلة الحياة، متسلحاً بالحب والأمل، متأملاً في كل جديد يحمله لي القدر. فالحياة بحرٌ لا ينفك يمنحنا الدروس في كل حين.
أصدقائي ستمضي بنا الحياة مختبرةً لإرادتنا ومحفزةً لأرواحنا على التطلع دائماً نحو الأفضل، لنودع معها عقداً ونقف على أعتاب آخر، نحمل فيه حكمة الماضي وأحلام المستقبل، فكما يقولون «لو كان العمر كتاباً، فالأربعون هي الصفحة التي تبدأ فيها القصة الحقيقية».
00:24 | 25-04-2024
الشرق الأوسط الأخضر
كشفت إحدى الدراسات التي نُشرت مؤخراً في دورية «نيتشر كوميونيكيشنز» بتاريخ 29 يوليو من العام الماضي، لكاتبها «داني بريسلر»، الباحث في معهد الأرض بجامعة كولومبيا الأمريكية عن 74 مليون وفاة متوقعة جراء التغير المناخي والاحتباس الحراري على مدى بقية القرن الحادي والعشرين؛ وذلك إذا ما استمرت الانبعاثات الكربونية على نفس الوتيرة التصاعدية التي هي عليها اليوم، ستتركز هذه الوفيات بنسب أعلى في المناطق الأكثر سخونة من العالم منها عن المناطق الأكثر برودة.
تهديد مناخي يتوقع أن تفوق خسائره أي جائحة، ويحتاج إلى تكاتف الجهود من أجل حياة مستقبلية بأعلى جودة، وهذا ما تحاول السعودية عمله حالياً بقيادة الجهود الإقليمية والعالمية في مبادرة الشرق الأوسط الأخضر.
«لم يكن بدء هذه الرحلة نحو مستقبل أكثر خضرة أمراً سهلاً، ولكن تماشياً مع رؤيتنا التطويرية الشاملة؛ فإننا لا نتجنب الخيارات الصعبة. نرفض الاختيار المضلل بين الحفاظ على الاقتصاد أو حماية البيئة»، هذا جزء من كلمة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله - خلال إطلاق «مبادرة الشرق الأوسط الأخضر» العام الماضي، وهي المبادرة الطموحة التي يستهدف بها تشكيل أول تحالف من نوعه في المنطقة، لمكافحة التغير المناخي.
وتستهدف المبادرة خفض الانبعاثات الكربونية ومكافحة التلوث والتصحر وتدهور الأراضي، عبر زراعة 50 مليار شجرة، منها 10 مليارات في المملكة، ضمن مبادرة السعودية الخضراء، التي هي جزء لا يتجزأ من مبادرة الشرق الأوسط الأخضر.
أرقام ضخمة وأهداف كبرى تتناسب مع ما أضحى لمملكتنا من آفاق وقدرات وموضع قدم عالمي، بفضل رؤى الأمير الشاب المعتمدة على توظيف العلم والمعرفة وضخ الأمل وتحدي الصعاب، ذلك العدد الضخم من الأشجار المستهدف زراعته خلال العقود القليلة القادمة سيساهم في خفض الانبعاثات الكربونية عالمياً بما نسبته 10%، وهو أمر يضع كبرى الدول والجهات المتسببة في التلوث العالمي أمام مسؤولياتهم المناخية، من أجل خفض انبعاثات الكربون والتخلي عن الاختيار المضلل الذي لطالما سُوِّق له، بين الحفاظ على الاقتصاد أو حماية البيئة.
تُقدم المملكة على مثل هذه المبادرات والخطوات المهمة كالتزام أخلاقي وإنساني منها قبل كل شيء، إذ إن حصيلة انبعاثاتها الكربونية لا تتعدى 1.45% من نسبة الانبعاث العالمي، وهي نسبة قليلة إذا ما قورنت بالصين التي تساهم بنحو 29.18% من الانبعاثات العالمية للكربون، أو الولايات المتحدة التي تساهم بما نسبته 14.02%.
في إطار كل ذلك، اجتمعت يوم السابع من الشهر الجاري قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر في نسختها الثانية تحت شعار «من الطموح إلى العمل»، وقد اختارت المملكة مدينة شرم الشيخ المصرية لاستضافة هذه النسخة، بعد نسخة أولى ناجحة من المبادرة أقيمت في الرياض العام الماضي، وقد وقع الاختيار على شرم الشيخ كونها تستضيف هذا العام وفي نفس الفترة مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (COP27).
وتسعى مملكتنا لاستكمال نجاحات النسخة الأولى من المبادرة التي تنعقد قمتها بشكل سنوي، عبر متابعة منها للخطوات التي أنجزت والخطوات المنتظر تفعيلها، وبالطبع ستكون القمة فرصة مميزة لتسليط الضوء على أبرز التحديات المناخية وتبادل الخبرات وتباحث الأفكار بين الزعماء وصناع القرار، الأمر الذي من شأنه المساهمة في تسريع وتيرة انتقال الدول نحو ما يعرف بالاقتصاد الأخضر، وتأمين مستقبل أكثر استدامة وجودة للأجيال القادمة.
إن المنجزات الكبيرة التي تتحقق يومياً على أرض المملكة سيراً نحو تحقيق رؤيتها الطموحة 2030، يحتم عليها أن تناسب أهدافها البيئية مع مستقبلها المشرق المنتظر، وهو ما يمكن أن نعاينه عبر هاتين المبادرتين، حيث تستهدف السعودية بجوارهما أيضاً أن تصل إلى الحياد الصفري عام 2060، وهو هدف كبير يتناسب حقاً مع الجهود المبذولة على الأرض لخفض الانبعاثات ليس على المستوى المحلي فقط بل المستوى الإقليمي والعالمي أيضاً.
إننا أمام إرادة سياسية قوية وعزم لوضع المملكة في مكانتها التي تستحق بين الأمم، كأمة قائدة تجابه تحديات صعبة، بروح مبادرة بالبحث عن حلول علمية وابتكارية وتقدمها للعالم أجمع في هيئة مبادرات متكاملة تُسهم في الوصول لأهدافها.
22:34 | 12-11-2022
ريتا ورائحة الورق..!
تقول الممثلة الأمريكية ريتا رودنر «يحب الرجال أن يكونوا أول من يقرأ الجريدة في الصباح». والذكرى تقول من منا لم يبدأ يومه بتلك القهوة السوداء أو بذاك الكوب من الشاي الساخن ممسكاً بيده بتلك الصحيفة الورقية التي تفوح منها رائحة الورق ليبدأ معها نهاره بجولة بعيدة عن المكان إلى مواقع عدة لمختلف الأحداث حول العالم.
تلك الرحلة التي تتنقل فيها بين الصفحة والأخرى تصادف معها موضوعاً جديداً أو معلومةً مفيدة، أو حدثاً يقلب معه العالم رأساً على عقب.
رحلة تتلوّن معها الأمزجة في كل صفحة، وحينما تبدأ الرحلة بالمطبات، ويبدأ معها الإحساس بالملل، ويمتلئ رأس القارئ بتنوع تلك الأحداث ما بين أزماتٍ وصراعات مروراً بأخبار الأمراض والعمليات، وصولاً إلى صفحات الوفيات. هنا تتبدل الاهتمامات، ليبدأ معها البحث عن المخرج سريعاً بالهروب بعيداً إلى صفحة المنوعات، حيث التلاعب بالكلمات وصولاً الى اللعبة الأشهر آنذاك وهي ملء المربعات التي تتقاطع فيها الكلمات، والتي كان لها طعم خاص، وكانت الفاكهة اللذيذة التي تضيع معها الدقائق والسويعات الصباحية.
يا عزيزي.. يا من عشت في تلك التجربة ورحلتها الزمنية، اليوم بدأت تتلاشى تلك العادات، وتحولت الصحف من الورق إلى التطبيقات، ولكن لا يمنع بأن نقلب صفحات الذكريات للحديث عن تلك البدايات.
لم يكن في البداية هناك صحف بالمعنى المتعارف عليه، بل كانت عبارة عن منشورات تطبعها السلطات لتنبيه المواطنين بهروب المجرمين على سبيل المثال، أو لإخبارهم بأهم القرارات، وغيرها، وكانت تلك المنشورات تعلق على جدران الممرات، والأشجار، وكان هذا الأمر الأكثر انتشاراً إبّان الحضارة اليونانية.
ظل الأمر هكذا حتى حدوث النهضة الأوروبية، ظهرت حينها الصحف بشكل أقرب من شكلها الحالي، وكانت حينها تكتب بخط اليد وبها آخر الأحداث والأخبار من حول العالم، والمميز وقتها أنها كانت تُنشر على يد التجار الذين أسهموا في نقل عادات وتقاليد البلدان الأخرى، في زمن لم تكن تضم حينها الصحف أو الجرائد أيّاً ممّا يمكن أن يتسلى به الفرد، إلى أن ظهرت الصحف المطبوعة في ألمانيا إبّان القرن الخامس عشر الميلادي، وكانت مواضيعها أكثر إثارة عمّا سبقتها، وهي عبارة عن مجموعة من الكراسات الصغيرة، ينشر بعضها بشكل يومي، وآخر كل أسبوع.
في مطلع القرن السابع عشر الميلادي تم صدور أولى الصحف بشكلها الحالي في إنجلترا وكانت تدعى The London Gazette، تلاها ظهرت الصحف في إسبانيا، وأمريكا التي ظهرت فيها الجرائد في عام 1690 في ولاية بوسطن الأمريكية.
عربياً ظهرت أولى الصحف في القرن الثامن عشر بأمر من محمد علي باشا، وكانت تعرف باسم «الوقائع المصرية». ومع تعدد الصحف العالمية، والمحلية ظهرت التنافسية فيما بينها على سرعة الوصول إلى الخبر، وكذلك سرعة انتشاره إلى أكبر عدد من القراء.
مع مرور الوقت وتطور الإنسان وصولاً إلى العصر الحالي «العصر التقني» أخذت الصحف مجرى آخر غير المتعارف عليه، وظهرت الصحافة الإلكترونية، وبدأت الطابعات بالتوقف، وأنشأت الصحف مواقعها الإلكترونية الخاصة بها.
وشرح الكندي مارشال ماكلوهان في دراسته لنظرية الإعلام «ليس مفاجئاً أن تبدأ مؤسسة الصحافة في التبدّل، مع ظهور الوسيلة الجديدة». اليوم، شارفت رحلة الصحف الورقية على الانتهاء في رحلة بدأت منذ أكثر من ثلاثة قرون، مرت خلالها بتطورات عدة، وتبدلت معها عملية الانتشار وسرعة نقل الأخبار بالتحول من شهور إلى لحظات ومن منشورات في الطرقات إلى بيانات في تطبيقات الهواتف الذكية.
23:53 | 10-09-2022
الحصان الأسود
قرابة 1500 يوم مضت منذ اللحظة التي انهارت فيها كتيبة المدرب زلاتكو أمام رفاق الفرنسي كيليان مبابي في لحظة تساقطت معها دموع الرئيسة الكرواتية كوليندا غرابار أمام عدسات الكاميرات والتي وثقت أيضاً في الجانب الآخر الفرحة الهستيرية للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
لحظات وثقها التاريخ صوتاً وصورة أصبحت اليوم من الماضي، احتفالات الفرنسيين وتربعهم على القمة العالمية يستمر معهم حتى موعد انطلاق المسابقة التي قد يولد معها بطل جديد.
نوفمبر القادم يشهد انطلاق الحدث الكروي الأبرز والمنتظر منذ سنوات «كأس العالم 2022» الذي تتجه معه أنظار العالم نحو الشرق الأوسط وتحديداً إلى الأراضي القطرية من أجل متابعة الحدث الكروي الأهم الذي يتنافس على لقبه نخبة منتخبات العالم للوصول إلى كأس البطولة الأغلى.
بعيداً عن منتخبات النخبة مثل فرنسا وإنجلترا والبرتغال وإسبانيا وألمانيا والبرازيل وبلجيكا والأرجنتين وهولندا الذين سيتنافسون من أجل حصد اللقب في نهاية المطاف إلا أن تلك المنتخبات متوقع لها التألق الكبير نتيجة الإمكانات المميزة التي تمتلكها، بالإضافة إلى خبرتها الكبيرة في تلك البطولة التي تمكنها من الوصول إلى أبعد مدى في المنافسة، ويتوقع أن تشهد أدوار البطولة مباريات قوية نتيجة المستوى المتميز الذي تتمتع به غالبية الفرق المتأهلة إلى المحفل العالمي.
ومن أبرز تلك المنتخبات منتخب السنغال الذى يمتلك كتيبة قوية من النجوم العالميين والمحترفين في أقوى الدوريات الأوروبية بقيادة نجم بايرن ميونيخ الألماني وأفضل لاعب أفريقي ساديو ماني؛ لذلك فالسنغال مرشحة بقوة لتكون الحصان الأسود لتلك البطولة عن جدارة.
الدنمارك هي الأخرى مرشحة بقوة لتكون الحصان الأسود للمسابقة بعد المستوى الكبير الذي قدمه المنتخب الملقب بالديناميت في الفترة الماضية خصوصاً في البطولة الأوروبية الماضية التي كان فيها خصماً عنيداً وقادراً على مناطحة الكبار.
كرواتيا ثاني العالم في البطولة الماضية التي خسرت النهائي ونالت احترام الجميع آنذاك بعد المستويات الكبيرة التي قدمتها تسعى لأن تكون هي الحصان الأسود في النسخة القادمة من البطولة بعدما استطاعت بالفعل أن تكون الحصان الأسود في روسيا في مفاجأة كانت غير متوقعة ولكنها مستحقة.
عربياً، يمثل العرب في النسخة الحالية السعودية والمغرب وتونس بالإضافة إلى المنتخب المضيف قطر. وتستعد المنتخبات العربية لتقديم مشاركة مميزة هي الأخرى وكتابة التاريخ والوصول إلى أبعد مدى في منافسات بطولة كأس العالم، فالعرب يدخلون البطولة ولديهم عناصر مميزة من اللاعبين وأجهزة فنية على أعلى مستوى؛ لذلك الفرصة سانحة لتحقيق تاريخ مميز مستغلين إقامة البطولة على أرض عربية وسط حضور قد يكون الأعلى للجماهير العربية.
00:30 | 25-08-2022
الإدارة بين تايلور والقصيبي
من منا لا يعرف كتاب «حياة في الإدارة»، هو أحد أشهر مؤلفات الدكتور الأديب غازي القصيبي حتى بات اليوم من النادر أن تجد مكتبةً في أحد المنازل لا تحتوي رفوفها ذلك الكتاب.
حياة في الإدارة، كتاب يترجم حياة ذلك الرجل بتاريخه الإداري الحافل في كل منعطفاته الحياتية والوظيفية، الحقيقة أن فكرة المقال جاءت من حديثٍ دار بيني وبين أحد الأصدقاء عن الإدارة وعلمها؛ ولأن الحديث كان حينها عن الفنون الإدارية فمن غير المنصف أن لا يكون للأديب غازي القصيبي ذكر في الحوار.
القصيبي يقول في كتابه «إن اكتشاف المرء مجاله الحقيقي الذي تؤهله مواهبه الحقيقية لدخوله يوفر عليه الكثير من خيبة الأمل فيما بعد. بين الحين والآخر يجيء من يسألني عن سر نجاحي. إن كان ثمة سر فهو أنني كنت، دوماً، أعرف مواطن ضعفي بقدر ما أعرف مواطن قوتي».
ويضيف بعدها «الحياة يمكنها أن تستوعب كل الناجحين مهما كان عددهم، ومن ثم فلا مبرر لربط النجاح بفشل الآخرين».
وبالعودة للوراء قليلاً، فعلم الإدارة له تاريخ طويل ممتد فالإدارة ليست وليدة العصور الحديثة، بل بدأ الإنسان ممارستها مع نشأة الحياة عندما أدرك يومها أن التعاون أساس نجاح المجتمعات، إلا أنها كانت تُمارس ذلك الوقت بشكل بدائي وعفوي من خلال توزيع المهام بين أفراد القبائل، وعلى اختلاف الحضارات التي تعاقبت على البشرية، وكانت الفكرة هي تفويض المهام فيما بينهم بتفاوت الأعمار والطبقات المجتمعية لتسيير شؤون البلاد في ذلك الزمان..
ويعتبر «فريدريك تايلور» هو أبو الإدارة، حيث دعا إلى إيجاد حلولٍ واقعية لغرض تحسين أداء العاملين ورفع إنتاجيتهم وله كتاب مبادئ الإدارة العلمية عام 1911م، ودراسة الحركة، ومن أهم اسهاماته إعداد الوصف الوظيفي واختيار العاملين ووضع الشخص المناسب في الوظيفة التي تتوافق مع قدراته وإمكاناته وخبراته، وفي نفس تلك الفترة كان هناك شاب فرنسي يدعى «هنري فايول» تدرج في السلم الوظيفي حتى وصل إلى مدير لإحدى الشركات، تجربة الفرنسي في الإدارة لخصها في كتاب دون فيه 14 مبدأً للإدارة الجيدة من وجهة نظره توافقت في بعض النقاط مع «فردريك تايلور».
اليوم في عصر العولمة، أصبحت الإدارة الجيدة وبيئة العمل المتطورة من أبرز عوامل نجاح أي منظومة، على سبيل المثال ما تنتهجه إدارات كبرى الشركات مثل ديل وتويوتا وجوجل وغيرها ساهم في انتشارها في كل أنحاءالعالم بين مختلف اللغات والعقليات، وذلك بفضل الإدارة والسلاسة التي تنظمها أقسام الموارد البشرية وإداراتها للعمل بكفاءة عالية، وسهوله تحكمهم في موظفيهم وتصرفاتهم وتوجيه سلوكهم إلى ما فيه منفعة للشركة والعملاء، وهذا يتفق مع مقوله غازي القصيبي في علم الإدارة والقيادة التي يقول فيها إن نجاح الإدارة هي أن توضع آلية للعمل تسمح بالوصول إلى الأهداف المسطرة بأعلى كفاءة وجودة ممكنة.
ومنذ ذلك الحين وإلى يومنا هذا برز خبراء في علم الإدارة كل منهم وضع نظريته ولمسته من خلال الدراسات والملاحظات وخلاصة التجارب التي عاشها وهو يدير المنظمة، ولكن تبقى إدارة غازي القصيبي واحدة من أبرز الإدارات التي نفخر بها، كيف لا وهو الذي شغل مناصبَ سياسيةً ودبلوماسيةً هامةً، كما كان له باع في الأدب، ترك لنا تراثاً من الأعمال الأدبية المتنوعة والقيمة جداً، فضلاً عن إثراء الحياة الأدبية بمجموعة من المؤلفات الرائعة منها وعلى رأسها «كتاب حياة في الإدارة».
01:20 | 9-06-2022
«سقطت الأقنعة»
يقول الفيلسوف الكولومبي ابن مدينة بوغوتا نيكولاس غوميز داڤيلا في حديثه عن العنصرية «يتضايق العنصري لأنه، في سرّه، يخامره الشك بمساواة الأعراق وينزعج المعادي للعنصرية لأنه يرتاب خيفة من ألاّ تكون الأعراق متساوية».
ويكتب جلال أمين أيضاً «لم أجد أي مبرر لاستخدام سلاح الإهانة الشخصية لكسب معركة سياسية».
منذ أسابيع توقفت وسائل الإعلام عن التخويف بأخبار فايروس كورونا وتبعاته، والسبب أن هناك مادة إعلامية دسمة تتسابق عليها عدسات كاميرات مختلف القنوات العالمية لتغطية زحف الجيش الروسي على دولة أوكرانيا الأوروبية.
خبرة هذه القنوات أضيف لها عامل جديد وهو التطور الهائل في وسائل وسرعة نقل المعلومات، وأصبحت صوتاً وصورة أقرب إلى الواقع، مع متابعة فورية بتواجد صحافيين في الميادين بالقرب من الجنود والمدنيين وهو الأمر الذي يساهم في وصول الخبر «طازجاً» من مصدره ولكن المتغير هنا والملفت هو ازدواجية تعامل الغرب قولاً وفعلاً مع الأحداث الراهنة.
اليوم تغيرت المصطلحات المستعملة في هذه الحرب عن سابقتها وتغير معها وصف الأحداث، وباتت التصريحات التي تصلنا من الغرب من مراسلين وصحفيين تنادي بالتعاطف مع الشعب الأوكراني، ونحن لسنا ضد التعاطف مع أي عرق أو لون أو ديانة بل ضد الازدواجية في الطرح والكيل بمكيالين، على النقيض تماماً ما كان يفعله الصحافيون ذاتهم في الحروب على الدول العربية.
قبل أيام تناقلت القنوات الفضائية ووسائل التواصل الاجتماعي تصريحاً لأحد مراسلي إحدى القنوات الأمريكية ذكر فيه بأنه يتأسف على حال أوكرانيا وكان ذلك خلال بث مباشر من عاصمتها «كييف» قائلاً بأنها: «أوكرانيا متحضرة وأوروبية نسبياً، مقارنة بدول مثل العراق وأفغانستان».
الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، بل وصل إلى تحرك الغرب بردود أفعال داعمة لأوكرانيا سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، مساندةً لهم من كل النواحي إلا من التدخل العسكري الذي بالتأكيد ضرره أكبر من نفعه.
عقوبات اقتصادية وأخرى رياضية فرضها رؤساء الدول الأوروبية والرئاسة الأمريكية على روسيا لعزلها مالياً بوقف تعامل البنوك العالمية مع البنوك الروسية، لأن الحرب بلا شك بحاجة إلى تمويل ضخم وكل تقليص في التمويل هو نقص في إمدادات الحرب.
وفي الجانب الآخر كان تعامل الاتحاد الأوروبي وخاصة دول الجوار بعنصرية أكثر وضوحاً مع اللاجئين القادمين من المدن الأوكرانية، حيث يتم السماح فقط للمواطنين الأوكرانيين بعبور الحدود، ومنع دخول أي شخص تظهر عليه ملامح عربية أو أفريقية.
رياضياً تم دمج السياسة في كرة القدم والسماح للرياضيين بالتعبير عن رفضهم لحرب الروس على أوكرانيا من اللاعبين بكل الوسائل داخل الملاعب، بينما يعاقب العرب لفعلهم الأمر ذاته وهناك العديد من الأمثلة السابقة على مدى سنوات مضت.
حتى إن الأمر وصل لأعلى سلطة رياضية «الفيفا» والتي حرمت الأندية الروسية من المشاركة في البطولات الأوروبية والعالمية لكرة القدم بصفة كلية، والفعاليات الرياضية الأخرى ومعاقبة روسيا بحرمانها من الجمهور والنشيد والعلم الروسي في الملعب.
صواريخ روسيا على أوكرانيا أسقطت أقنعةً كثيرة مثل حقوق الإنسان والديموقراطية وغيرها التي يدعي الغرب أنه يدافع عنها، وأن العنصرية هنا البشرة.
23:57 | 6-03-2022
«آه ما أرق الرياض»
يقول الشاعر حسين صديق حكمي «يا للرياض.. جميلة الوقت فيها يُستعار.. الليل فيها نصف ليل
والنهار هو النهار».
الرياض وما أدراك ما الرياض، المدينة التي كانت في بدايات القرن الماضي قرية يحيط بها سور مع عدد سكان يكاد يصل نحو العشرين ألف نسمة، كان هذا قبل إعلانها عاصمة للسعودية في ثلاثينيات القرن الماضي الميلادية.
اليوم.. تتداخل الأصوات في مطار «الملك خالد الدولي» بالرياض، بين آخر إنذار قبل إغلاق التسجيل للرحلة المغادرة في اتجاه إحدى أهم عواصم العالم، وبين وصول الرحلة القادمة من وجهات مختلفة عالمية، صالات المطار تعج بالمسافرين الذين حطوا رحالهم في الرياض، وآخرين مغادرين لها، وفي أصداء المدينة صوت يصدح في ليل الرياض الدافئ بكلمات سطرها البدر في صفحاته «آه ما أرق الرياض تالي الليل»..
باتت الرياض اليوم أكثر حضوراً وأكثر دفئاً. وبنظرة من سماء العاصمة السعودية، ترى مدينة واعدة بمستقبل أكثر إبهاراً، مدينة باتت أكبر مدن السعودية وثالث أكبر العواصم والمدن العربية في تعداد سكانها الذين تجاوز عددهم 8 ملايين نسمة في 2021.
تقدم تقني ورفاهيةٌ في العيش وازدهارٌ في البنيان يحكي رواية طويلة من العمل الدؤوب والتخطيط الجيد والذكي.
المدينة التي تم تخطيطها في بداية السبعينيات على يد «الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض» التي رسمت حينها شكل الرياض الحديث، بشوارعها الواسعة وطرقاتها الفسيحة، تفكير مدروس بعناية بات اليوم هو الأمثل في حاضرنا والمستقبل لنموها الديموغرافي الذي يصاحبه ارتفاع في سكانها.
المتجول في أسواق الرياض تشده المحلات التجارية والماركات العالمية، والمطاعم وغيرها من المتطلبات التي تستوعب رغبات سكانها المتنوعة بكافة أطيافهم.
«رياض» في اللغة هي جمع روضة وهي المكان الغني بالحدائق والنباتات والبساتين والمساحات الخضراء التي تسر الناظرين وهو المعنى الحقيقي لاسمها، رياضُ اليوم بها العديد من ممرات المشاة والمسارات والنوادي الرياضية وملاعب كرة القدم والرياضات الأخرى المتنوعة، كل ذلك يجعل من الرياض مختلفة في كل شيء عما حولها.
قيادةٌ حكيمة عملت جاهدة على تعزيز مكانة عاصمتها محلياً وعربياً وعالمياً. عقولٌ تنضم إلى الأيادي التي تنحت بخيوطٍ من ذهب اسم الرياض في التاريخ الحديث والمستقبل القريب البعيد، فعاليات ومؤتمرات ومهرجانات، ومواسم تجذب وتجلب الأنظار والزوار يذيع معها صيت المدينة عالمياً، ويعود نفعها على الفرد والمجتمع محلياً.
أنشطةٌ تجارية ورواجٌ اقتصادي وترفيه عن المجتمع السعودي. الرياض قادمة بقوة تماشيا مع رؤية ٢٠٣٠ التي رسمتها لها قيادتها لتعبر إلى مصاف المدن الذكية العالمية.
01:18 | 7-01-2022
«تنوين 21» هدية السعودية للعالم
قفزات هائلة حققتها المملكة العربية السعودية مؤخرا في كافة المجالات.. وباتت تسابق الزمن لتحقيق رؤية السعودية ٢٠٣٠، والمعنية بتحقيق نهضة ملحوظة في تأثير المملكة ودورها، إقليمياً وعربياً وعالمياً. وزيادة ثقافة وعلم ورفاهية شعبها إلى الحد الأقصى.
تنوين ٢١ موسم الإبداع الذي يتخذ من مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء) موقعاً له. فعاليات هذا الموسم -كما المواسم السابقة- فخر حقيقي لكل سعودي وعربي.
ربما تبدو فتره تنوين ما بين ٢٧ أكتوبر إلى ١٣ نوفمبر قصيرة. لكن القائمين استطاعوا تنظيم حالة إبداعية بمشاركة ٣٠ متحدثا بارزا، وتقديم ١٠ دورات احترافية، و٧ ورش عمل، تقدم لنا في النهاية ٤ مسارات إبداعية وتجارب فريدة من نوعها في الوسط الثقافي.
تنوين ٢١ هو الإعلان عن مؤشر CCI الأول من نوعه في المملكة، وهو المؤشر الذي يرصد الحالة الثقافية والإبداعية فيها، حيث يستعد القائمون للكشف عن نتائج دراسة هي الأكبر والأشمل، للمشهد الثقافي، ليس في المملكة فحسب، لكن على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالكامل.
وأكثر ما راق لي في تنوين ٢٠٢١ هو حالة الاحتفاء بالثقافة، والاهتمام بدعم الفن، والربط بين الفعاليات والأحداث الفنية والثقافية العالمية وبين ما يحدث في المملكة. الرسالة التي يطلقها مهرجان تنوين هي أن المملكة العربية السعودية تلعب دوراً أساسياً في حركة الفن والثقافة وريادة الأعمال حول العالم. ومحرك رئيسي للنهضة الفنية والاجتماعية في المنطقة.
ومنذ إطلاقه في ٢٠١٨، يحمل كل حدث ثقافي من تنوين شعارا خاصاً. وهذا العام حمل المهرجان شعار (الأدوات). لتسليط الضوء على الأدوات التي يستخدمها المبدع لتشكيل عالمة والتأثير فيه إيجابيا. حيث يركز تنوين هذا العام على كشف وتسليط الضوء على الدور الذي تلعبه الأدوات في العملية الإبداعية ورسم المستقبل.
يحتضن (تنوين ٢٠٢١) أيضا مجموعة كبيرة من العروض الفنية والمعارض التفاعلية والمعارض الفنية. مع التركيز على تقنيات حديثة مثل الطباعة ثلاثية الأبعاد والاهتمام بفنون التصوير والرسم والموسيقى.
ولأن البيئة يجب أن يكون لها نصيب من اهتمامنا، خاصة مع التغيرات البيئية العالمية واهتمام الأمم المتحدة بالتوعية البيئية. يسلط «تنوين٢١» الضوء أيضاً على قضية إعادة التدوير وأهميتها، لدى المؤسسات والأفراد على حد سواء.
شعور بالفخر لتنظيم المملكة مهرجان تنوين ٢١. هذه هي المملكة العربية السعودية يا سادة.. يد تصنع المجد، وأخرى تجدد وتعيد إحياء الحركة الثقافية والفنية في المنطقة العربية بشكل خاص، والعالم بشكل عام.
23:52 | 6-11-2021
اقرأ المزيد