-A +A
خالد السليمان
عندما يتعلق الأمر بالسياحة لا يكفي أن نقول المثل الدارج «يا غريب كن أديب»، بل يجب أيضا أن نقول «يا مضيف كن أديب»، فالسائح في أي دولة تتعامل مع السياحة كرافد اقتصادي هو في الحقيقة ضيف ثمين يجب إكرامه ليخرج بانطباعات تشجع على تسويق المنتج السياحي !

وكما أن السائح هو سفير لبلاده عندما يزور البلاد الأخرى فإنه يعود من تلك البلاد بانطباعات تسهم في تكوين صورة هذه البلاد وتعامل مجتمعاتها، مما يعطي مؤشرات هامة في التسويق السياحي وتشجيع الجذب السياحي !


وما تعرضت له سائحة من قبل مجموعة من الشباب في أحد أحياء الرياض تم التعامل معه بصرامة بالغة ليس لأن الضحية سائحة وحسب، بل لأن مثل هذه التصرفات مرفوضة في عرف المجتمع وأنظمة الدولة، فكرامة الإنسان محفوظة والتعدي عليها من الجرائم التي يعاقب عليها القانون، وفي حالة هذه السائحة كانت سرعة القبض على الجناة لا تختلف عن سرعة تعامل الجهات الأمنية مع أي حالة تتجاوز القانون تجاه كرامات أفراد المجتمع سواء كانوا مواطنين أو مقيمين أو زائرين، وهي في نفس الوقت رسالة بأن تجاوز القانون في هذه البلاد يجد العقاب الرادع دون إبطاء مما يوفر إحدى أهم ميزات الجذب السياحي لأي مدينة وهو الأمن والشعور بالطمأنينة !

والتشهير بمثل هؤلاء المتجاوزين ليس فضحا شخصيا، بقدر ما هو درء لتشويه صورة الوطن، وحفظ سمعته كبلد آمن وجاذب لضيوفه !

باختصار.. من لم تهمه سمعة وطنه لا تهمنا سمعته !