-A +A
خالد السليمان
رفض سائق العائلة السيرلانكي الجنسية أن يتلقى لقاح كورونا، وزعم أنه تلقى عندما أدى الخدمة العسكرية في شبابه لقاحاً يحميه من جميع الفايروسات مدى الحياة، وعبثاً حاولت إقناعه بأن في تلقي لقاح كوفيد-١٩ مصلحة شخصية له باغتنام الفرصة التي توفرها المملكة لسكانها، كما أن مصلحة العمل تتطلب تحصينه ليتمكن من دخول الأسواق والأماكن العامة التي يتطلبها عمله لقضاء حوائج الأسرة، لكنه أصر على الرفض!

الرجل يخدم احتياجات الأسرة منذ ٢٠ عاماً، وشهد ولادة ونشأة جميع أطفالي، لذلك لم يكن من السهل عندما يئست من إقناعه أن أخيّره بين اللقاح وترك العمل من باب الضغط عليه، فاختار ترك العمل والمغادرة إلى بلاده إن أنا أصررت!


الحقيقة احترت بين ضعف وعيه بمخاطر العدوى وتصديقه خرافة اللقاح العسكري الذي تلقاه قبل أكثر من ٣٠ عاماً وسيحميه مدى الزمن من أي فايروس على وجه الأرض، لكنني تذكرت أن هناك متعلمين من معارفي رفضوا هم أيضاً تلقي اللقاح لأسباب مختلفة أكثرها تطرفاً أنه مؤامرة كونية لتدمير جسد الإنسان!

أغلب الذين يعارضون اللقاح سيجدون أنفسهم في النهاية مضطرين لتلقيه إذا أرادوا ممارسة حياة طبيعية أو سيعيشون في عزلة تامة، وسبق أن كتبت عند الإعلان عن إنتاج اللقاح أنه قد لا يكون إلزامياً، لكن سيكون كذلك بطريقة غير مباشرة عندما يصبح من اشتراطات السفر ودخول أماكن العلم والتعلم والأسواق، وهو بالفعل ما حصل!

باختصار.. صحيح أن الإصابة بالعدوى ممكنة بعد تلقي اللقاح لكن تلقيه يقلل من نسبتها ويخفف من أعراضها، فاغتنم فرصة يحسدك عليها مئات الملايين في دول أخرى!