-A +A
حمود أبو طالب
بضربة خاطفة قوية وذكية وشجاعة تمثل المسؤولية الوطنية اتخذ الرئيس التونسي قيس سعيد قراراته التأريخية مساء الأحد بتجميد أعمال البرلمان ورفع الحصانة عن جميع أعضائه وإعفاء رئيس الحكومة وتولي السلطة التنفيذية ورئاسة النيابة العمومية، تمهيداً لجملة من الإجراءات والتدابير اللاحقة لإنقاذ تونس من الأوضاع المتردية التي وصلت إليها لعجز الحكومة والبرلمان عن تحقيق أدنى متطلبات الشعب التونسي الذي لم يعش مثل هذه الأزمات منذ استقلاله، رغم وجود الكفاءات الوطنية القادرة على حسن إدارته، التي قام بتحييدها والتضييق عليها حزب النهضة الإخواني لصالح كوادره التي تقدم الحزبية على الوطن حتى لو تسببوا في إحراقه وضياعه.

منذ صعود حزب النهضة وهو مستمر في تجريف الحياة السياسية التونسية، وممارسة سياسات ضارة جداً بتونس على الصعيد الأمني والاقتصادي والسياسي والصحي، فقد عجزت تونس تماماً عن السيطرة على وباء كورونا، ومر الشعب التونسي بضائقة معيشية لا يتخيل أحد أنه سيمر بها، وكل ذلك يعود إلى أن الوطن لا قيمة له في منهج تنظيم الإخوان الذي ابتليت به تونس، التي كانت نموذجاً للدولة المدنية والمجتمع المدني ومؤسساته الفاعلة، والثقافة والتعليم النوعي المتطور والحضارة الإنسانية الرفيعة. كل ذلك أراد حزب الإخوان تدميره وتحويل تونس إلى دولة فاشلة في سبيل بقائهم في السلطة.


ولكن لحسن حظ تونس أن رئيس الدولة وطني بامتياز وفقيه دستوري بارز، يقود شعباً ما زالت الروح الوطنية متقدة فيه، فنهض ليمارس سلطته الدستورية لإنقاذ وطنه من الضياع، وما احتفالات الشعب التونسي بقراراته إلا دليل قوي على تأييدها ورفضه لكابوس حزب النهضة الذي لا علاقة له بمسماه من قريب أو بعيد، فهو حزب التخلف والخيانة والتردي والتآمر.

لقد عاش محبو تونس معها ليلة ابتهاجها بعودة الروح الوطنية، وعودة الأمل والتفاؤل بتونس جديدة تليق بتاريخها وإنسانها وحضارتها وجمالها. نسأل الله أن يجنب تونس العزيزة كل سوء يحاك لها، وأن يعين شعبها على التخلص من كل الذين لا يريدون الخير لها.