-A +A
حمود أبو طالب
انتهت يوم أمس زيارة دولة التي قام بها السلطان هيثم بن طارق للمملكة، والتي كانت محفوفة بترحاب كبير على المستوى الرسمي والإعلامي والشعبي عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وفي انتهائها صدر بيان رسمي شمل المواضيع التي تم بحثها، والإعلان عن اتفاق وجهات النظر في ملفات مهمة ساخنة، كالملف اليمني وأوبك بلس وتهديدات إيران، إضافة إلى مجلس التنسيق السعودي العماني وتطوير التعاون في مجالات عديدة.

الذي يريد معرفة طبيعة السياسة العمانية الراهنة، يمكنه ذلك من خلال تأمل ملامح السلطان هيثم، الهدوء والاتزان وسمت الحكمة. بعض الدول تحاول القفز خارج محيطها الإستراتيجي وعمقها الجغرافي والتأريخي، وترهق نفسها بلعب أدوار أكبر من قدراتها، والتورط في مغامرات محفوفة بالمخاطر تعود عليها وعلى علاقاتها بالضرر وتهز ثقة الآخرين بها وتفقدها على المدى الطويل القدرة على الاتزان والتوازن في اتخاذ المواقف. مثل هذه الدول تمارس المراهقة السياسية وتنسى أنها لعبة خطرة قد تبدو فيها المكاسب الكبيرة ممكنة، لكن الخسارة الأكبر واردة، وقد تكون سريعة وصادمة.


عمان كانت ساحة لمفاوضات سياسية عديدة دون ضجيج ووفق حسابات هادئة، والآن في مرحلتها السياسية الجديدة هي مهيأة للقيام بدور مهم بعدما أصبح التنسيق بينها وبين المملكة في أفضل مستوياته، كما أنها قادرة على البروز أكثر كقوة اقتصادية خليجية من خلال رؤيتها التنموية 2040، هي تمضي في طريقها بهدوء واتزان وأناة، وتبشر بدولة قادرة على سد بعض الثغرات التي اعترت المنظومة الخليجية من داخلها.