-A +A
جميل الذيابي
قيام حركة «حماس» الفلسطينية بتكريم العميل الإيراني رئيس ما تسمى «اللجنة الثورية العليا» في اليمن محمد علي الحوثي في يوم يصادف تنفيذ المليشيا الانقلابية، التي تموّلها وتسلّحها طهران، هجوماً على مأرب قتل فيه أبرياء، يكشف مدى قبح وجه «حماس» وحجم الغدر والحقد والكراهية المتغلغلة في صفوف قياداتها.

أدمنت «حماس» الشيزوفرينيا التي تعاني منها الحركات المتأسلمة. فهي يمكن أن تقبل اعتناق كل فكر من أجل تحقيق مآربها ولو بالنكران والجحود والمهانة، كما هو ديدن كل من ينتمي لجماعة «الإخوان»!


«حماس» الإخوانية ترفع شعار المقاومة والثورة، وفي الوقت نفسه تركع لإيران التي تحتل عواصم عربية وتقتل أهلها وتزرع الحقد وتبث الفتن وتشعل النيران فيها، وعلى رغم ذلك لا تزال تزعم «حماس» أنها ليست كذلك، على رغم ما تفعله من انقسام داخل البيت الفلسطيني حتى مزّقته وأصبح يسوده الصراع والنزاع والاقتتال.

ولا شك أن خطوة «حماس» تؤكد أنها مثل حليفها العميل «الحوثي»، فهي لا تخوض معركة إلا بتحريض من إيران، باعتبارها شوكة تغرسها بذريعة الدفاع عن «الكضية»، نحو تحقيق المزيد من المكاسب الإيرانية القذرة!

والأصل في المليشيات التي أسستها إيران في البلدان العربية، مثل: حزب الله في لبنان، وحماس في غزة، وأنصار الله في اليمن، ومن على شاكلتها من المليشيات الطائفية في العراق وسورية، ليست سوى أدوات تستخدمها مخلب قطٍ لتصفية خصوماتها مع قوى المنطقة، بهدف زعزعة استقرارها وتهديد أمنها للانقضاض عليها.

فالمعروف أن إيران أجبن من أن تخوض قتالاً بنفسها. وقد رأيناها وهي تتلظى تحت سعير حرائق مؤسساتها، ومنشآتها النفطية، وسفنها البحرية، ومفاعلاتها النووية.

فإيران تفضّل أن تترك لعملائها وأدواتها «الغبية» في المنطقة تنفيذ أجنداتها القذرة وتناوش نيابة عنها، ولا يهمها الدم العربي، ولا استقرار المنطقة، لأنها تريد ابتلاعها والهيمنة عليها، من الخليج إلى المشرق، ومن السودان إلى المغرب.

وبدا واضحاً من خلال الحرب الأخيرة بين «حماس» وإسرائيل أن إيران نجحت في تهريب الصواريخ إلى غزة ليتسنى للحركة الإخوانية الخاضعة لإرادة «ملالي قم» إحداث جلبة بهدف تغيير قواعد اللعبة السياسية. ولمصلحة من؟!

بالتأكيد، ليست لمصلحة فلسطين، ولا حتى لمصلحة شعب غزة. فقد أطلقت صواريخها على إسرائيل ليكتوي الفلسطينيون بالقذائف والغارات الإسرائيلية ليلاً بعد ليل. وقادة «حماس» يرفلون في نعيم عواصم عربية تسهّل لهم الإقامة الفارهة في فنادقها ليكونوا بيادق في يدها، تعرف كيف تستخدمهم، وكيف «تعصرهم» حتى آخر قطرة دم ليحققوا أغراضها وسياساتها. وفي سبيل إرضاء سيدها الإيراني نفذت «حماس» الانقلاب على السلطة الفلسطينية، ومزّقت البيت الفلسطيني، متعمدة إفشال أي اتفاق مصالحة فلسطيني، كما فعلت بعد أن أقسمت أمام الكعبة المشرفة على وحدة الصف والبيت الفلسطيني وفي اليوم التالي نقضت الوعود والعهود لإفشال اتفاق مكة، حتى بات مستحيلاً رتق هذا الفتق. إنها «تربية إخوانية» تقوم على: خرِّب.. انسف.. تآمر.. انشق.. حتى تكون الهيمنة لمشروع «الإخوان» الذي لا يعرف حدوداً، ولا يعترف بسيادة الدول، إذا لم يكن على رأسها إخوان الشياطين.

ما دامت إيران تحرّك «حماس» متى ما أرادت ومتى تشاء مثلها مثل عملائها من «حزب الله» والحوثيين، فلن يسلم أطفال غزة.. ولكن سيأتي يوم تواجه فيه «حماس» مقصلة الشعب الفلسطيني الذي لم يجنِ من انقلابها في غزة غير الخراب، والدمار، والموت.

الأكيد أن العقلاء لا ينزعجون من انفضاح نيات العملاء والمنافقين والغادرين.. بل يبدأون مهمة الحسابات الدقيقة في الآلية المستقبلية للتعامل معهم، وكما يقول الأكاديمي الفلسطيني أحمد برقاوي: إيران دولة ضباع.. قمّامة.. لا تعيش إلا على بقايا جثث الدول المتفسخة. ومن المؤكد أن من يتحالف مع القمامة يضع نفسه في قمامة التاريخ!