-A +A
عبده خال
بعد أن ضاق الحال بسكان حي طيبة (في مدينة جدة) لم يجدوا حلاً مع الجهات المعنية في شكواهم من خسف حيهم، وشوارعهم، ولبنات منازلهم، تحت المياه الارتوازية، لم يجدوا سوى التوسل، وهو حل (الكي)، أي الحل الأخير بعدما لم يُسمع لصراخهم، واستغاثتهم في أي دهليز من دهاليز الأمانة، وشركة المياه، أو بائعي المخطط، أو المقاول الذي أُوكل له مشروع لم ينفذه، فقط حفر وردم قبل إتمام المشروع، ولَم يستفيدوا من شكواهم عما يجدون من عنت، وخشية من استكمال الخسف لكل الحي، لم يجدوا سوى الوقوف على مفترق الطرق من خلال التوسل للجهات المعنية بأن تعطي التوجيهات بنزع العقارات، وتعويض الساكنين، وتفريغ الحي من أهله، كون الوضع أصبح كارثياً.

‏طبعاً هذا التوسل أشبه بوثيقة غير مجدية.


حقيقة لن تستطيع الجهات المعنية الإقدام على الاستجابة لهذا التوسل، والحل الأمثل أن تتبرع وزارة المالية بميزانية استثنائية لكي يتم استباق وقوع الكارثة!

أقول هذا من غير (التنبيش) في ميزانية الأمانة أو شركة المياه، من غير الذهاب إلى سؤال: أين ذهبت الميزانية المرصودة للحي منذ زمن، خاصة أن مشروع الصرف الصحي وتصريف المياه في حي طيبة بجدة كان قد بدأ، وظلت حفريات المشروع تخترق الشارع العام، ما أدى إلى فك عروق الأرض لتتواصل المياه الارتوازية مع مياه الصرف الصحي، وقبل اكتمال المشروع تم ردم الحفر، فانحسرت المياه داخل الحي، وأخذت في العبث بالتربة، والبيوت والشوارع.

وطبعاً، ليس ممكناً إعادة السؤال:

- من المتسبب في هذه (الحوسة)؟

وواقع الحال لا يحتاج إلى فترة للتحقيق، فقد وقع الفأس ليس في رأس واحد، بل على رؤوس مجتمعة.

فهل يكون هذا التوسل مشروعاً لأهالي الحي مستقبلاً؟

كاتب سعودي

abdookhal2@yahoo.com