-A +A
خالد السليمان
كثير من سكان الرياض ظنوا أمس أن الدوي الذي سمعوه البارحة في سماء العاصمة كان جزءا من فرقعات الألعاب النارية المصاحبة لاحتفالية ختام سباق فورمولا الدرعية، ولولا مقطع تم تداوله لاصطياد مضادات الدفاع الجوي للصاروخ الباليستي المعتدي في السماء ثم صدور بيان رسمي لما عرف أحد بهذا الاعتداء !

أكثر من ذلك أستطيع أن أقول إنه لولا نشرات الأخبار لما عرف معظم السعوديين بأن هناك حربا مع الحوثيين، فالسعوديون ينعمون بالسلام والأمن في وطنهم ويمارسون حياتهم الطبيعية بينما يلعق الحوثي جراحه النازفة في معاقله وداخل جحوره !


في الحقيقة يدرك الحوثي أن أياً من صواريخه لن تحدث ضرراً يغير موازين القوى في حربه التي يخوضها داخل اليمن أو على الحدود مع السعودية، والصواريخ التي يرسلها ليست أكثر من رسائل إقليمية ودولية، وهي رسائل كتبت بخط رديء وحبر رخيص، لذلك لا تجد الصدى اللازم لها !

بالنسبة للسعوديين لا تقلقهم مسيرات وصواريخ الحوثي على الإطلاق، فقدراتها وتقنياتها ليست نداً لقدرات الدفاع الجوي السعودي لكن يراقب السعوديون ردود الأفعال الدولية أكثر من مراقبة سمائهم، ليقيسوا مقدار التناقضات في المواقف الدولية من تطبيق القانون الدولي، فالحوثي حتى وهو يستهدف البارحة سباقا دوليا بحجم الفورمولا لا يجد من المجتمع الدولي سوى الإدانات الإنشائية التي لا تردع ولا تعاقب المعتدي !

وسبق للحوثي أن استهدف مطارات مدنية وأحياء سكنية دون أن يجد العقاب لأفعال تصنف في القانون الدولي على أنها جرائم حرب وأفلت من العقوبة، بل إن الإدارة الأمريكية كافأته برفع تنظيمه الخارج على الشرعية والمرتهن لإيران والمعتدي على اليمنيين والمتسبب بمعاناتهم والمجند لأطفالهم من قائمة الإرهاب، وكانت النتيجة زيادة وتيرة الاعتداءات على الأهداف المدنية !

السعوديون الذين استطاعوا تحصين حدودهم وحماية سمائهم يمارسون سياسة ضبط النفس والصبر لتجنيب اليمنيين المزيد من المعاناة، ومنح المجتمع الدولي فرصة فرض السلام، لكن متى سيفهم العالم أنه أمام تنظيم مجرم يقصف اليمنيين في مأرب قبل السعوديين في الرياض !

K_Alsuliman@

jehat5@yahoo.com