-A +A
عبده خال
المواطنون استبشروا كثيرا بخبر السماح بالسفر إلى خارج المملكة، وهذا الاستبشار يمكن أن تضع أمامه عدة أسئلة، وسوف تكون الإجابات مختلفة إلا أني أسوق ملاحظة في أن حاضر البلد اختلف جذريا عما كنّا عليه من قبل، واكتشفنا خلال السنة الماضية أن بلادنا بها كل شيء، وبالتالي يستوجب أن نعيش حياتنا، وذكرياتنا داخل بلادنا.

طبعا هذه الملاحظة يمكن لها المرور في مخيلة أي منا.


وأجد نفسي مرددا فكرة إحياء ذكرياتنا داخل بلادنا، ففي أحد لقاءات الأمير الشاب محمد بن سلمان قال إن ذكريات المواطن السعودي متواجدة في خارج البلد، وكان من الضروري أن تكون داخل بلده.

وهذه هي الحقيقة، حين تحول السفر إلى خارج البلد من أجل السياحة هي الغاية لأن تستمتع بأيام تعتبرها من أيام السعد.. وكثير منا كان يعتبر شهر الإجازة السنوية للسياحة هي متعة الاستمتاع بمباهج الحياة.

وكثير من المواطنين السعوديين يشدون الرحال إلى عواصم العالم لقضاء الإجازة السنوية من أجل ممارسة الترفيه والتجوال والتبضع من غير أي إزعاج.

والآن تجد المواطن يستمتع طوال أيام الأسبوع بمناشط ترفيهية في جميع حقول الترفيه.

وقبل (كورونا) أحد الأصدقاء يقسم بالله بأن شعورا يداهمه أنه خارج السعودية لما وجد هو وأسرته من فضاء سياحي متعدد ومريح وأنه لم يعد راغباً في التنقل لخارج البلد طلبا لمتعة السياحة.

هي أيام مضت كشفت لنا أن بلادنا كنز سياحي في كل مجالات السياحة؛ سواء كانت برية أو بحرية أو أثرية أو أنشطة سياحية تقام في كل مدينة.

ومنذ ان فُتحت السبل لأن يعيش المجتمع حياته اليومية من غير أي مضايقة أو تكدير ونحن نشهد أن البلد تحول إلى حياة جذابة، ولا شك أن الإحصاءات تكون أرقامها هي الأصدق عندما تخبرنا أن تدني رحلات السفر إلى الخارج من أجل السياحة هي الأصدق، وهي التي تؤكد تحقق أهداف كثيرة بانفتاح البلد على الحياة الطبيعية.. وما زالت الأيام حبلى بمشاريع سياحية ضخمة سوف تحول البلد إلى جهة سياحية رئيسة في المنطقة.

وأذكر أني وضعت سؤالا مقترنا بتوطئة بأن حياتنا المنفتحة -الآن- أليست أجمل من حياتنا قبل، تلك الحياة التي دفعت الناس إلى الاختباء؟ ففي الفترة الماضية كان الناس يعيشون في حالة تأزم لأن الحياة الطبيعية مفقودة، وفي الاختباء يمكن ممارسة كل الأخطاء لغياب المسؤولية الاجتماعية، أما أن تفتح للناس الحياة فإنك ستعيد المسؤولية الاجتماعية في كل مكان.

ونعرف أن هذه الحياة المريحة تحولت عند بعض الكارهين إلى بؤرة للتأليب على البلد، فنجد يوميا محاولة لثني الانفتاح الاجتماعي والمطالبة للعودة إلى الانغلاق بحجج واهية أبطلها الواقع، فمع انفتاح المجتمع سقطت كل المخاوف التي كان يستخدمها البعض لوأد الحياة وإبقائها مغلقة.

إذن هل استبشار الناس بالسفر للخارج هو عادة أم تصميم؟

كاتب سعودي

abdookhal2@yahoo.com