-A +A
عبده خال
لن ينسى التاريخ عام 2020، ومن يعمر سوف يروي قصصا متعددة عما حدث في هذا العام.

فقد كانت أيامه ولياليه حاملة للحوادث، كان بها الفزع هو سيد الموقف.


فقد وقف العالم على الفجيعة، وأمام خطر النهاية، تحول الناس من متن الحياة إلى هامشها، ضُربت الأنفس في العمق، فكل شيء نزعت منه الروح، فأصبحت الحياة أكثر ضيقا، وفِي هذا الضيق، تدبرت الحياة خلق وسائل لكي تواصل سيرها غير مكترثة بما يجول في مخيلة الناس عن النهاية الحتمية.

ولأن الإنسان يتكيف مع الوضع الذي يجد نفسه داخله، تم سن إجراءات وقائية التزم بها العالم تحت إشراف وزارات الصحة، وكان أهم تلك الإجراءت (التباعد).

هذا التباعد سن وسائل تواصل عن بعد، فظهرت مئات المنصات التي تقوم بدورها العملي من خلال برامج مرئية، ومسموعة، وهذه الوسيلة سوف تسهم مع التقدم التقني، في إنجاز الأعمال المختلفة، إلا أن لها ضررا كبيرا على المستوى الوظيفي لدى الباحثين عن عمل، أو المنتظمين في أعمالهم، فالعمل عن بعد سوف يكون وسيلة قطاعات حكومية أو خاصة، وفِي هذا يمكن اللجوء إلى تخفيض أعداد الموظفين كالحد من التكلفة المالية، والاقتصار على أعداد معينة كترشيد للنفقات، وهي خطوة تعتبر ممهدة للعصر الذي كان الناس يخشون منه بإحلال الروبورت محلهم في الوظائف.

فايروس كورونا كما أضر بالشركات لربما دل الرأسمالية إلى نفق للتخلص من أعباء وظيفية عالية التكليف.

فهل سيكون من مصايب عام 2020 قفل الباب عن خلق الوظائف، والاكتفاء بالحد الأدنى من الموظفين، وهذا متوقع.

إذاً سيكون عاما جمع بين الفزع والتخلي عن أعداد مهولة من الموظفين، ويكفي هنا أن لا يتم نسيان هذا العام الكارثي في جميع مستويات الحياة.

كاتب سعودي

abdookhal2@yahoo.com