-A +A
زكي حسنين
تركزت أنظار العالم يوم السبت الماضي (21 نوفمبر) نحو العاصمة الرياض، لتشهد انطلاق أعمال الدورة الخامسة عشرة لقمة قادة مجموعة العشرين، والتي عقدت افتراضيا، برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، والتي قدم خلالها كلمته الضافية، التي تجلّت فيها روح القيادة المسؤولة التي جعلت من الحفاظ على الحياة أولوية أمام قادة العالم.

جاءت رئاسة المملكة لمجموعة العشرين هذا العام في ظرف استثنائي لم يواجهه العالم من قبل، حيث شهدت البشرية تحديا يهدد وجودها في ظل انتشار وباء كوفيد19، الذي عصف بالاقتصاد العالمي، وكان لقيادة المملكة الحكيمة والإنسانية، دورها البارز في تنظيم جهود دول المجموعة لمواجهة هذا الخطر، مع إضفاء البعد الأخلاقي والإنساني على ما يتخذه قادة المجموعة من قرارات، من شأنها مساعدة الضعفاء، ودعم جهود الصحة العالمية لمواجهة الجائحة، ودعم الاقتصاد العالمي بنحو 5 تريليونات دولار للحد من التأثيرات السلبية للجائحة على الدول الأكثر احتياجا على الوجه الأخص. وهو البعد الذي ما كان له أن يتحقق لولا أن قيّض الله سبحانه وتعالى لتلك القمة هذا العام أن جعل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على رأسها، في هذا الظرف الصعب الذي واجهته الإنسانية وما زالت.


ومنذ الإعلان عن رئاسة المملكة لقمة العشرين تحت شعار «نلهم العالم»، سارع المواطنون لإبراز الهوية السعودية، وإظهار الهمة في الوقوف خلف قادتهم.

فقد استطاع السعوديون تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، أن يضربوا مثالا رائعا للاصطفاف في مواجهة تلك الجائحة، وهو ما تؤكده النتائج على الأرض، حيث أثبتت المملكة قدرتها الفريدة على إدارة الأزمة لتنجو بشعبها الوفي من تأثيرات الجائحة التي عصفت بكبريات دول العالم، سواء على المستوى الاقتصادي، أو على المستوى الصحي، أو على مستوى سلامة المواطنين وحماية أرواحهم، وهو ما جعل شعار «نلهم العالم»، حقيقة شاخصة يراها العالم على كافة المستويات.

ولا يسعنا هنا الآن، سوى أن نفخر، بل وندعو كل المواطنين السعوديين والعرب أن يفخروا معنا بالمملكة وقادتها، ليس فقط لكونها أول دولة عربية تقود مجموعة العشرين، بل لما قدمته من نموذج فريد من القيادة يحتاجه العالم، وهو «القيادة الإنسانية» التي نشأت في مدرسة الإسلام الحنيف، الذي يُعنى في أول مقاصده بحفظ الروح والحياة على الأرض، والتعاون مع العالم أجمع على البر والرحمة.

كاتب سعودي