-A +A
حمود أبو طالب
كان العمل يتم بثقة وإصرار وطموح وتطلع إلى النجاح ولا شيء غير النجاح في ظل ظروف غير مسبوقة في صعوبتها بالنسبة للعالم أجمع، فمنذ استلام المملكة لرئاسة مجموعة العشرين منذ عام اكتسحت جائحة كورونا العالم وقلبت موازينه ومعادلاته الصحية والاقتصادية والمالية، وعرضت دولاً عديدة لأزمات خانقة، وتسببت في نشوء توترات في علاقات بعض الدول، وكان على المملكة أن تتعامل مع كل الملفات المجدولة والطارئة في قمة العشرين، وتنجح في خلق التوازنات وإيجاد التوافقات وحلحلة الخلافات الظاهرة والمستترة للخروج بتوصيات يتفق عليها الجميع.

وهذا ما حدث بعد قمة الرياض يومي ٢١ و٢٢ نوفمبر، فقد كانت كلمات رئيس القمة الملك سلمان والبيان الختامي الذي ألقاه سمو ولي العهد نجاحاً حقيقياً من حيث ترحيب كل الدول به، لشموليته وتغطيته للمشاكل والأزمات التي يواجهها العالم حالياً وتقديم حلول وتوصيات عملية ومنطقية من منطلق إنساني شامل لفائدة كل مجتمعات العالم.


كانت هناك رهانات تتردد قبل القمة بأنها ستكون شكلية وبروتوكولية لا أكثر، تسوقها بعض الجهات للتقليل من أهمية رئاسة المملكة للقمة في ظل الظروف الراهنة، لكنها كانت تتغافل عن العمل الكثيف الذي جرى طوال العام وعشرات الندوات وورش العمل والأبحاث والاجتماعات التي قادتها فرق احترافية في كل التخصصات لضمان النجاح، بيد أن هؤلاء صمتوا عندما رحب العالم أجمع بحسن إدارة المملكة للقمة، وجودة العمل الاحترافي الذي سبقها وضمن لها النجاح.

لقد أصبحت المملكة أهم وأكبر من أن تلفت للضجيج الفارغ حولها، لأنها تتحمل مسؤوليات كبرى تجاه شعبها وأيضاً شعوب العالم كدولة مؤثرة في الاقتصاد العالمي، والسياسات الاقتصادية والطاقة والمال والأعمال، إنها تمضي بثبات وقوة نحو المستقبل بقيادة حكيمة وشعب مؤمن بقيادته وواثق فيها تمام الثقة بأنها تقوده نحو الأفضل.

habutalib@hotmail.com