-A +A
أسامة يماني
الانتخابات الأمريكية ليست كما يتصور البعض تدور فقط حول مَن هو الرئيس الجديد لأمريكا، إنما هي صراع بين مصالح ورؤى واتجاهات يُمثلها كلا الحزبين الجمهوري والديموقراطي.

لهذا فالانتخابات بدأت بالنسبة للديموقراطيين حقيقة منذ 2016 بعد هزيمة هيلاري كلينتون. ويُلاحظ أن المؤسسين الأوائل لأمريكا اهتموا بالمجمع الانتخابي أكثر من أصوات الناخبين لصعوبة تجميع أصوات الناخبين في تلك الفترة الزمنية وكبر مساحة أمريكا.


لذا تم اللجوء لفكرة المجمع الانتخابي الذي يمثل العدد السكاني للولاية والثقل الاقتصادي لكل ولاية أمريكية عندما تم تأسيس الولايات المتحدة الأمريكية.

قالت كمالا هاريس نائبة الرئيس المُنتخب في خطبتها للناخبين بعد فوز بايدن في الانتخابات: «لأربع سنوات سرتم ونظمتم أنفسكم لأجل المساواة والعدل، ومن أجل حياتنا ومن أجل كوكبنا، وبعد ذلك قمتم بالتصويت. وأرسلتم رسالة واضحة اخترتم الأمل والوحدة والأخلاق والعلم والحقيقة».

هذه الكلمات توضح ما وراء الانتخابات الأمريكية؛ فالانتخابات هي في حقيقتها صراع بين معسكرين مُحافظ يُعرف بالحزب الجمهوري، ومُعسكر ليبرالي يُعرف بالحزب الديموقراطي.

لقد صرحت هاريس أن المعركة بدأت منذ أربع سنوات، نظم الحزب الديموقراطي نفسه للفوز وتحقيق أهدافه التي لا تقتصر على أمريكا بل الكوكب كما جاء في كلمة هاريس.

إن مفهوم مصطلح المساواة والعدل الذي يستخدمه الديموقراطيون ليس بالضرورة كما يتصوره ويفهمه كثيرون؛ وإنما مصطلح تخول به أمريكا لنفسها التدخل في شؤون غيرها، كما فعل أوباما في الربيع العربي.

الكلمات التي جاءت في خطبة نائبة الرئيس المُنتخب مثل الأخلاق والعلم والحقيقة تحمل مفاهيم ودلالات قد تصل إلى التصادم مع مفاهيم الحزب الجمهوري وتوجهه المُحافظ الذي يجمع ما بين السياسات الاقتصادية المُحافظة والقيم الاجتماعية المُحافظة، فالعلم قد يصطدم كثيراً مع السياسات المحافظة.

السؤال الذي يطرح نفسه: هل عالمنا العربي يعيش ما بعد الانتخابات أو مازال يتابع الأخبار والأحداث لكي يتعامل معها؟

لقد رأينا مدى الأضرار التي أصابت منطقتنا في السنوات السابقة لأننا في عالمنا نتلقى الحدث ولا نخلق الحدث، فالذي يبني ويصنع السكن هو الذي يحدد الساكن أو المستأجر.

نستطيع أن نصنع الحدث بالبناء في الداخل، لأن القوى الحقيقية تتطلب لحمة وطنية وليس انقساماً واستكباراً على الداخل وضعفاً أمام القوى الخارجية كما يحدث في سوريا. العبر والأمثلة واضحة وجلية، فهل من مُّدَّكِرٍ؟

كاتب سعودي

‏yamani.osama@gmail.com