-A +A
خالد السليمان
اعتبرت وزارة الخارجية الفرنسية أن دعوات مقاطعة المنتجات الفرنسية في العديد من دول الشرق الأوسط لا طائل منها ويجب أن تتوقف فورا، في الحقيقة لا يوجد أي دعوات رسمية أو منظمة لمقاطعة السلع الفرنسية في أسواق الشرق الأوسط، وكل ما يجري هو رد فعل شعبي عفوي تجاه تصريحات الرئيس الفرنسي، الذي اعتبر نشر الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم حرية تعبير !

الفرنسيون الذين يدافعون عن حرية التعبير الشخصية في الإساءة للرموز الدينية وما ينتج عنها من تأجيج للكراهية واستفزاز للمشاعر، وتستغله الجماعات المتطرفة في نشر خطابها المحرض على العنف، يجب أن يحترموا أيضا حرية الفرد في اتخاذ أي موقف يعبر عن رأيه ما دام يعبر عنه بكل سلمية وفي إطار القانون، ومن ذلك حرية اختياره شراء أو عدم شراء أي سلعة بما يحقق رضاه الذاتي !


وسبق أن قضت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان عام 2018، بأن الإساءة للرسول صلى الله عليه وسلم لا تندرج ضمن حرية التعبير عن الرأي، وذلك في تأييدها لحكم أصدرته محكمة نمساوية ضد امرأة اتهمت بالإساءة للمذاهب الدينية وللرسول صلى الله عليه وسلم، كما أن القضاء الفرنسي نفسه يدين كل رأي ينكر أو يشكك بمجازر النازية ولا يعده من حرية التعبير، أي أن حرية التعبير ليست مطلقة حتى في القانون الفرنسي !

إن إدانة العنف وجرائم الإرهاب واجب تمليه الفطرة الإنسانية السوية، لكن تجاهل الأعمال والاستفزازات التي تمس مشاعر المسلمين، وتغذي التطرف والعنف لا يسهم في محاصرة الإرهاب وجماعاته، بل على العكس قد يمدها بأسباب الحياة في زواياها المظلمة !

K_Alsuliman@

jehat5@yahoo.com