-A +A
سلطان الزايدي
في المستقبل سيصبح التريُّث مهمًّا من قبل إدارات الأندية في قرار إقالة المدربين، وهذا التفكير يتطلب عناصر مهمة حتى يصبح لهذا التريث مبرر ومعنى، من ضمنها الاختيار الجيد المبني على أسسٍ صحيحةٍ، تتعلق بأهداف فريق كرة القدم المشارك في دوري المحترفين، وأيضًا بكل تفاصيل كرة القدم في النادي بمختلف فئاته، هذه الجزئية مرتبطة بقرار الحوكمة الذي تطبقه وزارة الرياضة في ضبط المصروفات، وعدم تحميل الأندية ما لا طاقة لها به من أعباءٍ مالية، والتي كانت سببًا مباشرًا في فترة سابقة لأن تصبح أنديتنا وبشكلٍ متكررٍ في أروقة المحكمة الدولية وترقب العقوبات في كل موسم، وحين تقرر الجهة المنظمة والمشرّعة لمشروع كرة القدم في السعودية ضبط هذا الجانب من عمل الأندية، فهي تسعى بكل السبل لإعادة الأندية إلى حالة التوازن؛ حتى تصبح قادرةً على دعم نفسها وتحقيق أرباحٍ ماليةٍ مناسبة، هذا المشروع الرياضي كان من المفترض أن يصبح مشروعًا رياضيًّا استثماريًّا في سنواتٍ مضت لولا بعض الظروف التي كانت عائقًا أمام تقدم هذا المشروع، ولعل أهمها الحالة الاستثمارية والاقتصادية لكل الأندية السعودية، وعزوف رجال الأعمال والشركات عن الانضمام للرياضة ودعمها بغرض الفائدة، فالعوائد المالية في السابق لم تكن مجزيةً حتى تعطي الشركات فرصة المنافسة على الدخول في الاستثمار الرياضي بهدف تحقيق أرباحٍ مناسبة.

اليوم الوضع اختلف قليلًا، مع إيماننا التام بأن الخطوات المبدئية في هذا الطريق بدأت وبشكلٍ واضحٍ من خلال وضع بعض التنظيمات الإدارية، والمساهمة في الحثّ على ضرورة الاستقرار الإداري للأندية، مع وضع خططٍ واضحةٍ بالاتفاق مع وزارة الرياضة في عملية التنظيم المطلوبة، وستتحمل الدولة جزءًا كبيرًا من نفقات الأندية في الوقت الحاضر، وهذا أمرٌ مهمٌّ إلى أن تستطيع الأندية الاعتماد على ذاتها، وتصبح قادرةً على السير في استثماراتها وتحقيق الأرباح المناسبة، مثل كثيرٍ من الأندية الأوروبية وغيرها.


إن الحديث المستمر عند الجمهور الرياضي حين يخسر أيّ فريقٍ ينصبُّ حول تغيير المدرب، يدعمهم في ذلك بعض الأعضاء الذهبيين وخصوصًا الداعمين منهم، وهذا في حدِّ ذاته تأثيره النفسي غير جيدٍ على الفريق والجهاز الفني والإداري في النادي، ولا يمكن لهم أن يتجاهلوا هذه المطالب حتى لو كانت من فئةٍ محدودةٍ، تنتمي للنادي كما يحدث الآن مع مدرب النصر "فيتوريا"، الذي يحظى بدعمٍ كبيرٍ من النسبة الأكبر من جمهور النصر وأعضائه الذهبيين، ومع ذلك لا يمكن تجاهل رأي مَن يطالب بإقالته، وسيظلون يرددون نفس الكلام مع كل إخفاق يحدث للنصر.

لقد أعجبني كثيرًا حديث "فيتوريا" حول هذه الجزئية حين قال: "أنا مدربٌ محترفٌ، وأعرف أني في نادٍ جماهيره كبيرة، لكن يجب أن أتقبل كلّ الآراء، وأن أتعايش معها دون أن يكون لها تأثير على عملي". إن مدرب النصر "فيتوريا" عندما يتحدث فهو يقدم أسلوبًا جديدًا يعطي انطباعًا إيجابيًّا بأن هذا المدرب مكسبٌ كبيرٌ للنصر بشرط أن يأخذ وقته لينقل كل خبراته الفنية والمعنوية للفريق، ومن المناسب جدًّا أن يركز معه الجميع، ويستفيدوا قدر الإمكان من كل ما يقدمه.

ودمتم بخير،،،