-A +A
أسامة يماني
هناك قوانين في حياتنا لا يشعر بأهميتها كثير من الناس. والواقع أن عدم الشعور بالجاذبية وقانونها لا يعني عدم وجودها أو عدم فعاليتها أو ضعفها؛ فالجاذبية موجودة وهي تحكمنا وتؤثر علينا ولا نستطيع الهروب من أحكامها أو أثارها التي تظهر في الجذب والمد وفي الحركة والكتلة.

لهذا ليس من الحكمة ألا نتدبر هذه القوانين التي تؤثر في حياتنا، وألا نلقي بالاً لآلاف السنين من التراث الإنساني الذي يفيض ويمتلئ بمفهوم أن الإنسان سيلقى جزاءه من نفس عمله. وكما جاء في الأثر (كما تدين تدان).


وقد لاحظ الفلاسفة الصينيون المتضادات الكثيرة التي تُحيط بالإنسان، من خير وشر، وظلام ونور، أو الطاقة السلبية والطاقة الإيجابية، وهذا المبدأ تقوم عليه الديانة الطاوية، وهي أحد خمس ديانات معترف بها في الصين.

الثقافة الهندية تعرف هذا القانون القديم من خلال مفهوم «الكارما» الذي يعني العمل أو الفعل. وهو مفهوم أخلاقي في المعتقدات الهندوسية والبوذية واليانية والسيخية والطاوية؛ فالعمل الحسن لا بد من أن يأتي بالخير، والعمل السيئ سوف يعود على صاحبه بالوبال وسوء المنقلب.

لهذا تولدت قناعة تقضي بأن حسن النية وعمل الخير يُسهم في إيجاد الكارما الجيدة والسعادة للحاضر والمستقبل. والنية السيئة والفعل السيئ يُسهم في إيجاد الكارما السيئة والمعاناة في حياة الإنسان ومستقبله.

الخير كالمغناطيس يجذب الخير ويدفع الشر، والعكس صحيح؛ ولهذا ابدأ صباحك بابتسامه تجدها تنعكس على كل يومك. لا تغرك قوتك فتلك القوة تُخفى ضعفاً. ولا يطغيك منصبك فليس بدافع عنك شراً. وأعلم أن ما لا تراه لا يعني أنه غير موجود.

إن الإنسان يصنع نفسه وقد قيل (كن كما شئت)، أصنع الخير تجده، وأصنع الشر تلاقيه؛ فكم كبير انتهى في ذل ومهانة، وكم غني أصبح محتاجاً.

إن التدافع والتجاذب سمة من سمات الحياة، فالصحة تدفع المرض، أو نظام مناعة يطرد المرض. فلا يغرك ذكاؤك ولا منصبك أو وضعك الاجتماعي ولا قوتك وسلطانك ولا كل تلك مجتمعة، فالشر لا يخلف إلا شراً والخير لا يخلف إلا خيراً.

ادفع بالتي هي أحسن وصلح النية فهذا قانون من قوانين الحياة إذا أحسنت تطبيقه جنيت ثماره. ولكل عمل ثمار فأحسن اختيار عملك لتطيب لك الحياة وثمارها.

كاتب سعودي

‏yamani.osama@gmail.com